مدريد | إختتم برنامج «El-chiringuito» قبل أيّام حلقاته للموسم مسجّلاً أنجح مواسمه منذ انطلاقه. «El-chiringuito» هو برنامج حواري رياضي إسباني مختص بكرة القدم، يقدمه ويديره الإعلامي الكاتالوني الشهير جوسيب بيدريرول، ويستضيف من خلاله نخبة من الخبراء في كرة القدم الإسبانية والأوروبية، بينهم صحافيون ولاعبون سابقون، ومدربون وحكام وإداريون وغيرهم، إضافة إلى طاقم إعداد ثابت لإعداد مواد كل حلقة. تبث حلقات البرنامج 5 أيام في الأسبوع مباشرةً على قناة «Mega» التابعة لمحطة «Antena 3» الشهيرة، وتمتد الحلقة الواحدة ساعتين ونصف ساعة.
حقق جوسيب بيدريرول نجاحاً كبيراً على صعيد البرامج الرياضية (عن الويب)

على الرغم من المنافسة الشرسة في الإعلام الرياضي الإسباني، نجح بيدريرول في الحفاظ على نسق تصاعدي لبرنامجه بفضل عوامل كثيرة، سمحت له بتخطّي الحدود الإسبانية.
انطلاقة البرنامج كانت عام 2008. كان حينها يحمل اسما آخر وهو «Punto pelota»، ويُبث عبر قناة «Interconomia». لاقى البرنامج رواجاً واسعاً آنذاك، حتى إنه كان يعتبر من أكثر البرامج إثارة للجدل، وتحريكاً لأقلام الصحافة في اسبانيا. في 2014، حصل خلاف بين بيدريرول والقناة، أدى إلى انتقاله إلى محطة تلفزيونيّة أخرى، حيث ولد فيها «El-chiringuito» ومعه ظاهرة جديدة في الإعلام الرياضي الإسباني. من أهم العوامل التي استفاد منها «El-chiringuito» هو مفهوم الإعلام الأوروبي المبني على حرية الرأي والتعبير، والذي سمح للبرنامج بتخطي أي «حصانة»، أو «خطوط حمراء». البرنامج يتحدث بالأسماء والأرقام عن أي ناد، أو لاعب، أو مؤسسة معنية بكرة القدم، من دون أيّ اعتبارات. كما لا يترك أي حدث يمر من دون التعليق عليه، وينتقد جميع الأندية واللاعبين والمدربين من دون استثناء.
إلى جانب المفهوم الإعلامي وحرية التعبير، استغل البرنامج توهج الكرة الإسبانية في العقد الأخير، بحيث أضحت الفرق الإسبانية، وعلى رأسها ريال مدريد وبرشلونة، رائدة للكرة الأوروبية، وخزاناً لأكبر نجوم العالم. يصوّب هذا النجاح أنظار العالم نحو إسبانيا، ويتحول الإعلام الإسباني إلى «مصدر» للمعلومات. وأسهمت هذه النقطة في نقل نجاح البرنامج من المحلية إلى العالمية.
عامل أساسي آخر يُعدّ مفصلياً في نجاح البرنامج، وهو تعلق الإسبان بكرة القدم، واهتمامهم بأدق التفاصيل. كما أنّ اللغة الإسبانية أسهمت في استقطاب جزء هائل من الجمهور اللاتيني في أميركا الجنوبية، الذي أصبح مع الوقت فئة مهمة من متابعي البرنامج، إضافة إلى ثورة وسائل التواصل الإجتماعي التي أحسن استغلالها رفقاء بيدريرول ووظفوها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين حول العالم. الأرقام كبيرة؛ فبعد مباراة ريال مدريد وأياكس أمستردام التي خسرها الملكي، تابع البرنامج 584 ألف شخص، وكانت نسبة المشاهدة الأعلى من كاتالونيا بحكم إقصاء الريال. الحلقات تبث مباشرة بعد انتهاء المباريات، فشاهد حلقة مباراة الكلاسيكو الأخير 388 ألفاً، أما حلقة مباراة ريمونتادا ليفربول على برشلونة في دوري الابطال فشاهدها 476 ألف شخص.
شاهد حلقة مباراة ريال مدريد واياكس أمستردام 584 ألف شخص


من أهم عوامل نجاح البرنامج هو جوسيب بيدريرول نفسه، مقدم البرنامج والعمود الفقري. ففضلاً عن الكاريزما والشخصية القوية، والعنيفة في بعض الأحيان، التي يتمتع بها صاحب الـ54 عاماً، لدى بيدريرول قدرة هائلة على إدارة الحوار، مهما كثُر أطرافه. وبفعل نجاح بيدريرول ونجاح البرنامج، تحولت أخبار البرنامج الحصرية غير الرسمية إلى شبه مؤكدة، ويعرف في الإعلام الأجنبي بـ«الموثوق».
ضيوف «El-chiringuito» هم شخصياته ونجومه، وهم غير ثابتين. مجموعة كبيرة تفوق الثلاثين شخصاً، يتم اختيار 6 أو 7 منهم للظهور في الحلقة وفقاً للأحداث، فكل ضيف له خلفية وتوجّه معين. وهناك ضيوف ظهورهم كثيف، كالأندلسي المتعصب والإداري السابق في نادي إشبيلية كريستوبال سوريا، والصحافي المدريدي الشهير توماس رونسيرو الذي يعمل في صحيفة آس، وغيرهم قليلو الظهور، مثل لاعب ريال مدريد السابق الفارو أربيلوا وبعض الصحافيين أو المدربين الذين يعملون في الخارج. إلى جانب تلك الشخصيات، وظّف بيدريرول طاقم عمل شاباً، أسهم في إضافة حيوية ضرورية على البرنامج وتجريده من الوجوه التقليدية التي قد تولّد مللاً لدى المشاهد.