تنتظر الجماهير الكثير من اللاعبين تورغان هازار وجوليان براندت
في الموسم الماضي، قدّم لوسيان فافر النسخة الأقوى لبروسيا دورتموند منذ عام 2012. توازنٌ كبير بين عنصرَي الشباب والخبرة، وأسلوب لعب جماعي أعاد «أسود الفيستيفال» إلى الواجهة المحلية من جديد. هكذا، نال المدرب السويسري ثقة الإدارة، فحافظ على أغلب نجوم الفريق، وعمل على إصلاح نقاط الضعف التي حالت دون تحقيقه اللقب في الموسم الماضي، فقام كخطوةٍ أولى بالتوقيع مع قائد الفريق السابق ماتس هاميلز. المدافع الذي تخرّج من أكاديمية بايرن ميونخ، التحق بدورتموند عام 2008 ليقضي 8 سنوات ناجحة في السيغنال أدونا بارك. 309 مباريات في كافة البطولات، لم تمنع هاملز من اتخاذ قرار الرحيل عام 2015، إثر مشاكل شخصية مع مدرب الفريق السابق توماس توخيل، غير أن المفاجأة تمثلت بحمل ألوان بايرن ميونخ، المنافس الرئيسي لبروسيا دورتموند. لم تتوقع الجماهير الصفراء ما حدث حينها، خاصةً أن النادي كان يمرّ بأزمةٍ حقيقية، بعد فشل المرحلة الانتقالية لجيل ما بعد يورغن كلوب. مواسم ناجحة قضاها هاملز في بايرن ميونخ، وصلت إلى نهايتها بعد أن قررت الإدارة التخلّي عن اللاعب بالتراضي، كجزءٍ من مشروع النادي الجديد الذي يقضي بترميم الفريق عبر استقدام مواهب شابة. هكذا، عاد هاملز من بايرن إلى دورتموند، الذي أعطى الضوء الأخضر لقائده السابق. لم يكتفِ فافر بهذه الصفقة لترميم الخط الدفاعي، إذ ألحقها بالظهير الأيسر نيكو شولز، الذي جاء من هوفنهايم بصفقة بلغت 25 مليون يورو، على أن يمثّل ألوان دورتموند لأربع سنوات مقبلة.
صفقتان كبيرتان ستُعيدان التوازن إلى خط دفاع الفريق، الذي كلّفه العديد من النقاط في النصف الثاني من الموسم الماضي. رغم ذلك، لا تعتبر هاتان الصفقتان الأبرز خلال الفترة الأخيرة بالنسبة إلى دورتموند، إذ اعتبرت الصفقة الأكبر هجومية، وهي التوقيع مع كلّ من الجناح البلجيكي الشاب تورغان هازار، وجوهرة باير ليفركوزن الألماني جوليان براندت.
رغم ارتباط اسمه طويلاً بتشلسي الإنكليزي لتعويض شقيقه الأكبر إيدين هازار الذي انتقل حديثاً إلى ريال مدريد الإسباني، أو تمثيل ألوان ليفربول بطلبٍ شخصي من المدرب الألماني يورغن كلوب، انتقل الجناح البلجيكي تورغان هازار إلى بروسيا دورتموند قادماً من بروسيا مونشنغلادباخ لمدة 5 سنوات، في صفقةٍ بلغت 25 مليون يورو. يُنتظر من هازار الكثير، خاصةً من الناحية التهديفية، التي انحصرت بين أقدام ماركو رويس وباكو ألكاسير في الموسم الماضي. حينها أيضاً سجل هازار 13 هدفاً وقام بصناعة 12 آخرين في 35 مباراة، وهو ما يأمل فافر بتكراره هذا الموسم. الإمكانيات الهجومية الكبيرة لابن الـ26 عاماً من تهديف ومراوغات وصناعة اللعب، ستضيف الكثير لعمق الفريق الهجومي، الذي بات يضمّ أسماء مميزة فعلاً كماركو رويس، جايدن سانشو، باكو ألكاسير، دون إغفال الصفقة الأبرز التي أبرمها النادي هذا الموسم، والمتمثلة بجوليان براندت. يعد هذا الأخير أحد أبرز المواهب الصاعدة في ألمانيا. ساهم ابن الـ23 عاماً في إعادة فريقه السابق باير ليفركوزن إلى دوري أبطال أوروبا، بعد أن سجل 7 أهداف وصنع 11 آخرين. الألماني الشاب قضى أغلب مسيرته كلّها حتى نهاية الموسم الأخير مع ليفركوزن، وتمكّن من تسجيل 42 هدفاً خلال 215 ظهوراً، كما مكّنه أداؤه الكبير، من تمثيل المنتخب الألماني في 24 مناسبة، مسجّلاً هدفين.
النجاح الأكبر لإدارة دورتموند، تمثل باستثمار أموال بيع اللاعب الأميركي كريستيان بوليزيتش إلى تشلسي الإنكليزي، لاستقدام كلٍّ من تورغان هازار وجوليان براندت، مع تحقيق عائد ماليّ بقرابة 10 ملايين يورو.
للمرة الأولى منذ سنوات، يدخل بروسيا دورتموند موسمه دون وجود نقاط ضعف بالمنظومة، أقله على الورق. الأسماء الجديدة ستتيح للمدرب السويسري لوسيان فافر اعتماد مبدأ المداورة على مدار الموسم، لتحقيق لقب الدوري الأول منذ عام 2012. أولوية بايرن ميونخ بتحقيق دوري الأبطال الغائب عن خزائن النادي منذ عام 2013، إضافةً إلى عدم تعزيز الفريق بالشكل المطلوب في الميركاتو الصيفي، يعطي دفعة أكبر إلى «أسود الفيستيفال» لتحقيق البوندسليغا. نظرياً، يمتلك دورتموند منظومة أقوى من بايرن ميونخ، غير أن الأرقام تظهر أنّ هذا الأخير قادر على التتويج بالألقاب المحلية مهما كانت الظروف. الجولات الأولى من الموسم الجديد يمكن أن تعطي صورة واضحة.