ابنة الـ35 عاماً كانت تدرك أنّ ارتكاب خطأ فادح في مباراة حساسة كهذه سيشرّع أبواب الجحيم عليها من قِبل من يريدون التصيّد في الماء العكر، ومن يرفضون فكرة قيادة سيدة مباراة للرجال، ولا يريدون تكرارها. لكنّ الفرنسية حافظت على رباطة جأشها وهدوئها في المباراة التي شكّلت قفزة نوعيّة في مسيرتها المهنية، إضافة إلى زميلاتها. هذا الأمر دفع مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب إلى إبداء إعجابه بمستوى الحكام الإناث للقاء في المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة، معتبراً أنه «لو كان أداؤنا في الملعب مثل أداء طاقم التحكيم، لكنّا فزنا بنتيجة 6-0».
إلا أنّ هذه المباراة لم تكن المرة الأولى التي تجتمع فيها فرابار مع نيكولوزي وأونيل لتحكيم مباراة ذات أهمية بالغة، إذ قُمن بقيادة نهائي كأس العالم للسيدات الأخير الذي حسمته الولايات المتحدة على حساب هولندا بثنائية نظيفة على الأراضي الفرنسية. كما سبق لفرابار أن حكّمت أيضاً الدور نصف النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية للسيدات، والنهائي لبطولة أوروبا للسيدات دون الـ19 عاماً سنة 2012.
قادت فرابار سابقاً مباريات للرجال في الدوري الفرنسي لكرة القدم
لكن قبل أن يظنّ أحد أنّ خبرتها تقتصر على تحكيم مباريات السيدات، تجدر الإشارة إلى أنّ الفرنسية باتت أول امرأة تقود لقاء للرجال في دوري الدرجة الأولى الفرنسي خلال مباراة بين أميان وستراسبورغ في نيسان/ أبريل الماضي، ثم تلتها مباراة ثانية بين نيس ونانت في أيار/مايو. والأمر لا يتوقف هنا، فهي أصبحت ضمن لجنة حكام النخبة المكونة من 23 حكماً في فرنسا، وستشرف على المباريات بشكل منتظم في الموسم الحالي.
هكذا، أثبتت فرابار على مدى عدة سنوات أنها واحدة من أفضل الحكّام الإناث، ليس فقط فى أوروبا ولكن فى جميع أنحاء العالم. الفرنسية التي أظهرت اهتماماً بقوانين اللعبة منذ عمرٍ صغير، ترجمت هذا الشغف نحو تفانٍ في مهنتها ومهارة عالية داخل الملاعب. وهي بالتأكيد تشكّل الآن مصدر إلهام للكثير من الفتيات، بعدما أظهرت أنها ليست أقلّ احترافية من نظرائها الذكور، بل حتى أفضل من قسم كبير منهم. اجتازت فرابار اختبار النهائي بجدارة، لتحيي بذلك آمالاً كثيرة في منح كرة القدم النسائية فرصاً أكبر في المستقبل.