لم يتحسّن بايرن ميونخ هذا الموسم. النادي الذي فتح خزائنه في الصيف الماضي وكسر أرقاماً قياسية لإحكام قبضته على الألقاب المحلية والعودة إلى الواجهة الأوروبية من جديد، استمر في دوامة التخبط التي عاشها في الموسم الماضي. حينها، تم تجاهل عدم تقديم إدارة النادي البافاري دعماً لمدربها الجديد، وألقيت المسؤولية كاملةً على نيكو كوفاتش، الذي كان يخوض التجربة الأكبر له في مسيرته التدريبية. ضمت تشكيلة كوفاتش حينها العديد من اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر، ما أدى إلى هبوط مستوى المنظومة في العديد من الاستحقاقات المهمة بفعل عدم الجاهزية البدنية لهؤلاء اللاعبين. رغم صعوبة المهمة حينها، توّج البايرن بلقب البوندسليغا في الجولة الأخيرة، ما أعطى كوفاتش فرصة جديدة داخل أسوار النادي. للحؤول دون تكرار سيناريو الموسم الماضي، قامت الإدارة بإبرام العديد من الصفقات هذا الصيف، جاء على إثرها كلّ من صانع الألعاب البرازيلي فيليبي كوتينيو، والجناح الكرواتي إيفان بيريزيتش، إضافةً إلى المدافعين الفرنسيين لوكاس هيرنانديز وبنجامين بافار. رغم ذلك، استمر مسلسل التخبط، ليقال مدرب الفريق نيكو كوفاتش بعد الخسارة المذلة في الجولة الماضية أمام أينتراخت فرانكفورت بخماسية لهدف.في منتصف هذا الأسبوع، لعب بايرن ميونخ مباراته الأولى من دون مدربه الكرواتي. كان ذلك في دوري أبطال أوروبا حين فاز المارد الأحمر بثنائية نظيفة على أرضه أمام أولمبياكوس، تحت إشراف أحد مساعدي كوفاتش هانز-ديتر فليك (المعروف بـ«هانزي»). ثلاث نقاط مهمة أعطت الفريق ورقة التأهل إلى دور الـ16، بانتظار تعيين الإدارة مدرباً جديداً ليقود النادي خلال الاستحقاقات المقبلة.
بعد إقالة كوفاتش، كثرت الشائعات حول ترؤّس المدرب الفرنسي أرسن فينغر العارضة الفنية للنادي البافاري، غير أنّ الأخبار المتداولة لم ترتقِ لتصبح رسمية، حتى إن هناك من قال إن إدارة بايرن هي التي رفضت فينغر. فبحسب صحيفة بيلد الألمانية، قدم فينغر نفسه لرئيس النادي كارل-هينز رومينيغي ليتولى الإشراف على النادي في الفترة المقبلة، غير أن هذا الأخير رفض العرض شاكراً فينغر على مبادرته الطيبة.
مباراةٌ أخرى سيدخلها بايرن ميونخ من دون معرفة مدربه المقبل، تأتي هذه المرة أمام منافسه الأبرز على لقب الدوري. وسط الضبابية السائدة، يعول الفريق البافاري على مهاجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي يمر بأفضل حالة تهديفية له في مسيرته، جعلته يدخل تاريخ البوندسليغا كأول لاعب يسجل في أول عشر مباريات في الدوري. هدفٌ آخر لليفا في مرمى فريقه السابق، سيمكّنه من معادلة الرقم المسجل باسم جيرد مولر في موسم 1968/1969 عندما سجل 15 هدفاً في أول 11 مباراة.
فاز العملاق البافاري بآخر 5 مباريات على أرضه أمام دورتموند


على الجانب الآخر، عانى مدرب أسود الفيستيفال لوسيان فافر ما عاناه نظيره كوفاتش هذا الموسم. رغم إبرامه العديد من الصفقات، سقط دورتموند في اختبارات مهمة، كان آخرها أمام الغريم التقليدي شالكه قبل أسبوعين. تعادل سلبيّ مخيّب، جعل العديد من المشجعين يطالبون برحيل المدرب السويسري، غير أن النتائج الإيجابية في الأسبوعين الأخيرين أعادت المياه إلى مجاريها نسبيّاً. فوزٌ مهم في الكأس أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، تبعه انتصار مقنع في الدوري بثلاثية نظيفة على فولفسبورغ، وختمها دورتموند بفوزٍ مثير أمام إنتر ميلانو في دوري الأبطال. رغم تقدم هذا الأخير في الشوط الأول بثنائية، عاد أسود الفيستيفال في الشوط الثاني عبر هدفين من توقيع أشرف حكيمي، إضافةً إلى هدف من الوافد الجديد جوليان براندت، ليبقى بذلك دورتموند في دائرة المنافسة على جميع البطولات.
يتسلح بايرن بسجله الممتاز أمام المارد الأصفر، إذ فاز العملاق البافاري بآخر 5 مباريات على أرضه أمام دورتموند، كما سجل 4 أهداف على الأقل في آخر 4 مباريات. على الجانب الآخر، يعول دورتموند على تحسّن دفاعه في الآونة الأخيرة، حيث حافظ على نظافة شباكه في آخر 3 مبارايات، للمرة الأولى منذ عام 2017. مباراةٌ صعبة على الطرفين، يسعى من خلالها دورتموند لتحقيق فوزه الأول في ميونخ منذ عام 2014، عندما انتصر بقيادة المدرب الأسبق يورغن كلوب بثلاثية نظيفة، أما بايرن ميونخ، فهو يمنّي النفس بنتيجة إيجابية تبقيه في سباق الدوري، بانتظار الإعلان عن مدربه الجديد.