حقق نادي آرسنال الأسبوع الماضي فوزاً عريضاً على أرض ويستهام بثلاثية لهدف، كما ضمن مقعداً في الدور الثاني من الدوري الأوروبي بعد تعادله الصعب على أرض ستاندرد لييج (2-2)، غير أن ذلك ليس كافياً لتغطية العيوب الكبيرة في النادي، الذي يشرف عليه المدرب المؤقت فريدريك ليونغبرغ. النادي اللندني فاز مرة واحدة في آخر 11 مباراة له في مختلف المسابقات، كما أنه فشل في تحقيق أي انتصار على أرضه منذ الفوز على بورنموث في الدوري.لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، يتغير كل شيء ويبقى آرسنال على حاله. مدربون جدد، لاعبون مختلفون، أما النتائج فلا تتغيّر. السيناريو المكرر للنادي اللندني في كل موسم يضع المسؤولية كاملة على عاتق إدارة النادي، التي لا تزال تدفع ثمن تخليها عن المدرب الفرنسي آرسين فينغر، كما سياسة عدم صرف الأموال في مختلف المحطات.
في مواسمه الأخيرة مع آرسنال، واظب فينغر على احتلال المركز الرابع في الدوري، مع إمكانية تتويج الفريق بأحد الكؤوس المحلية على أبعد تقدير. حينها كان آرسنال مادة دسمة للتهكم والسخرية في الوسط الكروي، بسبب انعدام الطموح. 22 عاماً قضاها المدرب الفرنسي مع آرسنال (1996-2018)، حقق خلالها 17 لقباً، بينهم 3 ألقاب دوري فقط، ومن دون أيّ لقبٍ أوروبي. طرد بعدها فينغر من النادي، إثر فشله في بلوغ دوري الأبطال لموسمين متتالين، ليسقط الفريق في دوامة النتائج السيئة.
بالنظر إلى الظروف التي عاشها آرسنال من تقشفٍ إداري وتقليص ميزانية التعاقدات لإعادة تشييد ملعب الفريق، تعد الفترة التي قضاها فينغر مع آرسنال ناجحة، حتى في سنواته الأخيرة مع النادي. فشل فينغر في تحقيق الألقاب، غير أنه نجح في إبقاء النادي في دائرة كبار الدوري عبر انتهاجه سياسات مثمرة تقضي بالتعاقد مع لاعبين صاعدين وتحويلهم إلى نجوم. تثبت نتائج آرسنال في الفترة الأخيرة، أن فينغر كان خشبة الخلاص الوحيدة التي تعلق بها النادي، غير أن الإدارة تخلت عنها من دون تخطيط للمستقبل.
فاز آرسنال مرة واحدة في آخر 11 مباراة له في مختلف المسابقات


أخيراً، حاولت إدارة آرسنال إحياء الفريق، غير أن الخطوات التي اتبعتها كانت عشوائية وغير مجدية. بدأ الأمر بالرضوخ لمتطلبات سوق الانتقالات، فاستقدمت كلاً من المهاجم الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ مقابل 64 مليون يورو كأعلى صفقة في تاريخ النادي، قبل أن يكسر هذا الرقم الجناح الإيفواري نيكولاس بيبي الذي جاء إلى النادي مقابل 80 مليون يورو «بالتقسيط» على 4 سنوات. ووفقاً للصحافة الإنكليزية، فإن الخطوة المقبلة لـ«ترميم» النادي ستتمثل في استقدام مدرب «كبير»، يكون قادراً على النهوض بالفريق مجدداً. الاسم الأقرب هو كارلو أنشيلوتي، الذي يحمل سجلاً تدريبياً حافلاً بالألقاب، كما يمتلك خبرة في الدوري الإنكليزي حيث أشرف في وقتٍ سابق على تدريب الغريم اللندني للـ«غانرز» نادي تشلسي، بين عامي 2009 و2011.
على الجانب الآخر، يبدو أن مانشستر سيتي قد خرج من سباق الدوري الإنكليزي قبل نهاية مرحلة الذهاب حتى، بعد أن أبعدته خسارة ديربي مانشستر في الأسبوع الماضي عن المتصدر ليفربول بـ14 نقطة.
رغم البداية المثالية للفريق هذا الموسم، انعطف المسار تدريجياً إلى الأسوأ بعد تعرض العديد من اللاعبين للإصابة، أبرزهم المدافع الفرنسي إيمريك لابورت. مع تلقّي شباك السيتي للعديد من الأهداف السهلة، يتجه غوارديولا للتوقيع مع مدافع في الانتقالات الشتوية المقبلة، إذ تؤكد الصحف الإنكليزية أن أولوية الـ«سيتيزنز» تتمثل في استقدام مدافع بورنموث ناثان آكي، رغم وجود بند في عقده يفيد بأن الأولوية في عملية البيع دائماً لتشلسي.
مباراة صعبة على الطرفين، يسعى من خلالها غوارديولا لتحقيق انتصار يبقيه في دائرة المنافسة، بانتظار ما ستسفر عنه نتائج ليفربول في «البوكسينغ داي». أما آرسنال، فيأمل صحوة الإدارة قبل فوات الأوان.