يعدّ «سوبر مان» المثل الأعلى للعديد من الأشخاص نظراً لتجسيده دور العدالة أثناء مرحلة الطفولة. بالنسبة لمحبي كرة القدم الحالمين، هناك بطلٌ واحد ألهم الكثيرين: سانتياغو مونيز، الشخصية الرئيسية في فيلم «Goal».رغم كونها الرياضة الأكثر شعبيّة في العالم، يبقى احتراف كرة القدم أمراً صعباً خاصةً في الدرجات العليا (الدوريات الأوروبية الكبرى). تمتُّع الأفراد بالمهارات الفذّة ليس كافياً، حيث يتطلّب عالم الاحتراف الكثير من العوامل مثل التدريب المستمر، المال والفرصة بالدرجة الأولى. الصعوبات الكبيرة التي يواجهها شباب الطبقة «المسحوقة» الحالمين باحتراف كرة القدم، جسّدها فيلم «GOAL» عبر سرده قصة انتقال اللّاعب «المغمور» سانتياغو مونيز من نقطة الصّفر إلى عالم النجومية.
صدر الجزء الأول من الفيلم عام 2005 وقد تكلّم عن اللّاعب المكسيكي سانتياغو مونيز، «معشوق» أغلب مشجعي كرة القدم حول العالم. يبدأ الفيلم بسرد كيفيّة انتقال عائلة مونيز من المكسيك إلى أميركا حيث استقرّت في ولاية لوس أنجلوس، ثم يتناول أحداث نشأة المراهق المكسيكي الذي يصطدم في عائق السلطة الأبوية أمام شغفه في كرة القدم. كان سانتياغو يساعد والده في تنظيف أحواض السباحة من أجل تأمين لقمة العيش، غير أنّ العمل الذي اختاره له والده لم يمنعه من ممارسة هوايته المفضّلة حيث كان يلعب مع فريق الشباب في لوس أنجلوس عند انتهائه من العمل، حتى رآه كشاف مواهب سابق من بريطانيا، لديه صلةٌ بمدرّب نادي نيوكاسل الإنكليزي. أُعجب الكشّاف بموهبة مونيز وطلب منه السفر إلى بريطانيا من أجل تأدية التجارب والانضمام للفريق، إلّا أن التجربة الأولى باءت بالفشل لأسبابٍ مختلفة، منها مشكلة الرّبو التي يعاني منها. ورغم العقبات المستمرةّ، عاد سانتياغو وأقنع إدارة النادي الإنكليزي بأنّه الرّجل المنشود لينضم رسمياً إلى صفوف «الماكبايز» وتبدأ رحلته الكرويّة الاحترافية.
انتقال اللاعب المكسيكي سانتياغو مونوز ذكّر بفيلم «غول» الذي تحدث عن انتقال لاعب مكسيكي هو سانتياغو مونيز إلى نيوكاسل


وفي صدفةٍ غريبة ونادرة، وقّع اللّاعب الدولي المكسيكي تحت 23 عاماً سانتياغو مونوز (هناك فارق حرفٍ واحد بين اسم بطل الفيلم واللاعب الحالي) لصالح نيوكاسل يونايتد وسط «سيناريو» يحمل تشابهاً غريباً مع حبكة فيلم «GOAL»، ليسرق النادي الإنكليزي بذلك عناوين الصحف رغم كثرة الصفقات «الضخمة» في اليوم الأخير من الانتقالات الأسبوع الفائت. أكّد فريق «الماكبايز» بأنّ الصفقة عبارة عن إعارةٍ لمدة 18 شهراً مع خيار جعل الانتقال دائماً، مضيفاً في بيان نُشر على موقع النادي الرسمي: «وصل اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً من سانتوس لاغونا المكسيكي، حيث ظهر لأول مرة في العام الماضي مسجّلاً ثلاثة أهداف وصنع ثلاث تمريرات حاسمة في 13 مباراة بالدوري». تجدر الإشارة إلى مشاركة مونوز حتى الآن خلال موسم احترافي واحد في المكسيك، وسيتطلع للّعب في الدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الأولى. على المستوى الدّولي، ساعد اللّاعب الشاب منتخب بلاده المكسيك في الفوز ببطولة «كونكاكاف» للّاعبين تحت 17 عاماً لعام 2019، كما كان جزءً من الفريق الذي احتل المركز الثاني في كأس العالم تحت 17 عاماً في البرازيل 2019.
من جهته، أرسل بطل الفيلم كونو بيكر الذي أدّى دور سانيتاغو مونيز في الفيلم رسالة دعم للّاعب نيوكاسل الجديد بعد انتقاله إلى إنكلترا، مشيراً إلى أنّ انتقال المكسيكي الشاب إلى ملعب سانت جيمس بارك سوف «يُلهم الأحلام». وفي حديثه إلى موقع النادي الرسمي، قال بيكر: «حسناً، لقد اكتشفت للتو أن هناك قصة، ولكن الآن قصة حقيقية عن لاعب كرة القدم الرائع هذا، والذي وقّع للتو مع فريق نيوكاسل يونايتد. أعتقد حقاً أن نيوكاسل يونايتد وفيلم «Goal» يمثّلان مزيجاً سحريّاً، والآن أكثر من ذلك».
الفيلم ألهم الكثيرين وحوّل الحلم إلى حقيقة. اليوم، سيُلهم هذا الانتقال الكثير من الناس ليحلموا مجدّداً. لدى مونوز طريقاً طويلاً ليعبره خاصةً وأنه سوف يشارك عبر أكاديميّة النادي، غير أنّ أداءه في المستقبل قد يكون بمثابة الخاتمة المثالية في العالم الموازي للفيلم المفضّل بالنسبة لأغلب مشجعي كرة القدم حول العالم.