تغيّر إنتر ميلانو بين موسمٍ وضحاه حيث ارتدى بطل إيطاليا حلّةً مختلفة تماماً. فبعد أن فتحت إدارة النادي خزائنها لدعم المدرب أنطونيو كونتي الموسم الماضي، تمكّن الفريق من تحقيق لقب «السكوديتو»، غير أنّ امتناع الملّاك عن تعزيز التشكيلة مرة أخرى حال دون استمرار المشروع. رحل كونتي أولاً، ثم تلاه الظهير الأيمن أشرف حكيمي لينتهي مسلسل السقوط بمغادرة المهاجم روميلو لوكاكو أسوار النادي. كان هدف الإدارة تقليص النفقات عبر التخلي عن بعض الأسماء لتحجيم الخسائر، وللحؤول دون «الانهيار» الكامل. تم استقدام مدرب لاتسيو السابق سيموني إنزاغي بهدف إعادة الهيكلة ومحاولة الاستمرار، مع دعمه ببعض الصفقات الجيدة على غرار المهاجم البوسني إيدين دزيكو.تمكّن الإنتر من تحقيق انطلاقة جيدة في الدوري بانتصارين وتعادل من مبارياته الثلاث الأولى، وهو يأمل بانتزاع النقاط كاملةً أمام ريال مدريد والمضي قدماً إلى أبعد محطة ممكنة في البطولة الأوروبية لتعويض الفشل القاري مع كونتي. إنزاغي بحاجة للمزيد من الوقت، وهو قادر على مقارعة الكبار نظراً لحنكته التدريبية إضافةً لوفرة المواهب في منظومته.
على الجهة المقابلة، عرف ريال مدريد صيفاً ساخناً هو الآخر. فبعد فشل مشروع رئيس النادي فلورنتينو بيريز بإنشاء بطولة جديدة تحت مسمّى «سوبر ليغ»، وجد الريال نفسه غير قادر على تأمين الإيرادات التي اعتاد عليها قبل جائحة كورونا. وفي ظل الغياب عن منصات التتويج، تقلّصت ميزانية النادي ما جعل الإدارة مضطرةً للتخلّص من الأجور المرتفعة إذا ما أرادت التوقيع مع لاعبين جدد. هكذا، تخلى النادي عن قائد دفاعه سيرجيو راموس وشريكه في الخط الخلفي رافاييل فاران تحسباً لإمكانية التوقيع مع مهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي، غير أنّ ذلك لم يحصل نظراً لتمسّك الإدارة الفرنسية بلاعبها الشاب.
ارتأت الإدارة الإسبانية بأنّ الحل الأمثل يكمن بإعادة المدرب الأسبق كارلو أنشيلوتي


وبالنظر للصعوبات التي يواجهها الفريق، ارتأت الإدارة بأنّ الحل الأمثل يكمن بإعادة المدرب الأسبق كارلو أنشيلوتي وذلك لاستغلال الموارد المتاحة بأفضل طريقة ممكنة. هكذا، وبعد 6 سنوات من رحيله، عاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي ليشغل منصب المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني، خلفاً للفرنسي زين الدين زيدان، على أن تكون عودته بمثابة الولاية الثانية كمدرب للنادي الملكي بعد أن تولى تدريب الفريق لموسمين بين 2013 و2015. تجدر الإشارة إلى تحقيق أنشيلوتي نجاحاً كبيراً في موسمه الأول (2013-2014)، الذي شهد حصد لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخ النادي بعد انتظارٍ دام 12 عاماً.
حقّق «الميرينغي» انطلاقةً جيدة مع أنشيلوتي هذا الموسم، احتلّ على إثرها صدارة الدوري الإسباني الممتاز بثلاثة انتصارات وتعادل من 4 مباريات. ويدخل ريال مدريد مباراته الافتتاحية في دوري أبطال أوروبا بعد فوزه الرائع بنتيجة (5-2) على سيلتا فيغو في الدوري حيث سجل كريم بنزيما ثلاثية، لكن المدرب الإيطالي سيكون أمام اختبار حقيقي في مباراة اليوم نظراً لغياب العديد من اللاعبين بداعي الإصابة.
أراد المدرب إعطاء النجم الألماني توني كروس فرصةً جيدة للعب ضد سيلتا فيغو، لكنه لم ينجح في الالتحاق بلقاء نهاية الأسبوع. يواجه لاعب خط الوسط الألماني سباقاً مع الزمن ليكون جاهزاً أمام الإنتر. من جهته، يواصل فيرلاند ميندي التعافي من مشكلة الساق التي عانى منها في نهاية موسم 2020-2021، ومن المقرر أن يظل الظهير الأيسر خارج المنافسة في الوقت الحالي. تعرّض داني سيبايوس لإصابةٍ شديدة في الكاحل أثناء تمثيله للمنتخب الإسباني في أولمبياد طوكيو 2020 ولن يكون جاهزاً الليلة، كما بلغت المشاكل أوجها بعد إصابة غاريث بايل في أوتار الركبة.
على الجهة المقابلة، من غير المرجح أن يتمكن ستيفانو سينسي من الظهور في مباراة اليوم نظراً للإصابة التي يعاني منها، وهي الحال نفسها بالنسبة لزميله فيديريكو ديماركو الذي غادر مباراة الفريق الأخيرة باكراً بعد معاناته من تقلص عضلي.



ميلان يعود من آنفيلد
يعود ميلان الإيطالي هذا الأسبوع إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد فترة غياب طويلة، سيدشنها بخوض واحدة من أقوى المواجهات في دور المجموعات، عندما يحل ضيفاً على ليفربول الإنكليزي اليوم الأربعاء ضمن منافسات المجموعة الثانية في سعيه إلى الحلم مرة أخرى بالتتويج باللقب. تجمع قمة «أنفيلد» بين فريقين رفعا الكأس «ذات الأذنين» 13 مرة، ولكن في حين أن الفريق الإنكليزي أصبح أحد أكثر الفرق المرعبة في القارة العجوز تحت قيادة مدربه الألماني يورغن كلوب الذي قاده إلى لقبه السادس والأخير في المسابقة القارية العريقة عام 2019، فإن الفريق الإيطالي سيخوض أول مباراة له في دور المجموعات منذ موسم 2013-2014 عندما ودّع من ثمن النهائي على يد أتلتيكو مدريد الإسباني.
ويدخل ميلان مباراة اليوم بمعنويات عالية وثقة كبيرة بعد بدايته القوية في الدوري الإيطالي وتحقيقه العلامة الكاملة في المراحل الثلاث الأولى. ويملك مدرب ميلان ستيفانو بيولي الذي لم يفز بأي لقب كبير في مسيرته التدريبية حتى الآن، فريقاً واعداً حقق تطوراً كبيراً منذ استلامه مهام إدارته الفنية عام 2019 والذي توجه الأحد بحسمه القمة أمام ضيفه لاتسيو بثنائية نظيفة. ورداً على سؤال عما إذا كان فريقه يحلم بالانتقال إلى مستوى كبير في أوروبا، قال بيولي: «يجب أن نحلم فقط في الليل، وفي النهار نحتاج إلى العمل بجد لتحقيق هذه الأحلام».