منذ اعتزال المدرّب الإسكتلندي السير أليكس فيرغسون في عام 2013، وتركه نادي مانشستر يونايتد، خرج فريق الشمال الإنكليزي من دائرة المنافسة على الألقاب. فيرغسون وعلى مدى 25 عاماً كتب تاريخاً كبيراً مع اليونايتد حيث أحرز بطولة البريميرليغ في 13 مناسبة ودوري أبطال أوروبا في مناسبتَين. ويُحسب للمدرّب الإسكتلندي أنه أزاح ليفربول عن عرش الكرة الإنكليزية بعد سنوات طويلة من التألّق. خروج السير أليكس من داخل أسوار أولد ترافورد أعطى جرعة كبيرة للمنافسين الذين عادوا إلى المنافسة على الألقاب ومنهم ليفربول. الأخير نجح في الموسم قبل الماضي بكسر صيام دام 30 عاماً عن اللقب المحلّي الممتاز، ليحمل كأس البريميرليغ تحت قيادة المدرّب الألماني «الثوري» يورغن كلوب، كما حقّق أيضاً دوري أبطال أوروبا بعد حوالى 16 عاماً على آخر تتويج له.المباراة هذه المرة لن تكون سهلة على الفريقين، خاصة ليفربول الذي سيواجه مانشستر قوي يقوده البرتغالي المميز كريستيانو رونالدو الذي يقدّم مستوى مميّز، ويُثبت أنه رجل اللّحظات الحاسمة. رونالدو قاد فريقه لفوز متأخر مساء الأربعاء في دوري أبطال أوروبا، على حساب أتالانتا الإيطالي بعد تسجيله هدفاً في الدقيقة الواحدة والثمانين ليقوده إلى صدارة المجموعة بفوزين وخسارة. ويُعطي هذا الفوز جرعة معنوية مهمة لمانشستر ومدربه النرويجي أولي غونار سولشاير قبل لقاء القمة مع ليفربول، حيث سيعتمد سولشاير ـ الذي يعرف أجواء الديربي جيداً منذ أن كان لاعباً ـ على رونالدو، إلى جانب كل من ماركوس راشفورد وهاري ماغواير، إضافة إلى بول بوغبا في خط الوسط. والمدرب النرويجي يستفيد أيضاً من أن المباراة على أرضه وبين جماهيره التي ستكون حاضرة لإزعاج الضيوف ووضع ضغط عليهم.
علامات استفهام كبيرة تُثار حول أداء المدافع الهولندي لليفربول فيرجيل فان دايك


الأخير حقّق فوزاً صعباً في دوري الأبطال يوم الثلاثاء على أرض أتليتيكو مدريد الإسباني بثلاثة أهداف لهدفين ليتصدر مجموعته بالعلامة الكاملة، وهي تسع نقاط من ثلاث انتصارات. ويقدّم المصري محمد صلاح أداء مميزاً مع الريدز، وبات اليوم أول لاعب في تاريخ ليفربول يسجل في 9 مباريات متتالية في مختلف المسابقات. صلاح أثبت مجدداً أنه الرقم الصعب في تشكيلة يورغن كلوب، خاصة أنه سجل 7 أهداف وصنع 4 في 8 مباريات خاضها في الدوري المحلي، كما سجّل أيضاً 5 أهداف في ثلاث مباريات بدوري أبطال أوروبا. وكان لافتاً الأهداف المميزة التي سجّلها صلاح في مبارتي واتفورد ومانشستر سيتي والتي جاءت بعد مجهود فردي مميز، الأمر الذي جعل مدرّبه يورغن كلوب يؤكّد أن صلاح اليوم يُعتبر أفضل لاعب في العالم.
وإلى جانب صلاح سيعتمد كلوب على السينيغالي ساديو مانيه، والبرازيلي روبيرتو فيرمينو في خط المقدمة.
ورغم عودته من الإصابة قبل انطلاق الموسم الحالي، إلّا أن علامات استفهام كبيرة تُثار حول أداء المدافع الهولندي لليفربول، فيرجيل فان دايك، الذي لم يستعد حتى الآن مستواه المعهود، ويبدو أن الإصابة بقطع في الرباط الصليبي الموسم الماضي تؤثّر عليه بشكلٍ كبير، كون العديد من الأهداف التي تلقّتها شباك الفريق هذا الموسم كانت بسببه.
وبعد ثمان جولات يحتل ليفربول المركز الثاني في الترتيب العام محلياً، خلف المتصدّر تشيلسي، برصيد 18 نقطة من خمس انتصارات وثلاث تعادلات. أما مانشستر فيحتل المركز السادس برصيد 14 نقطة من أربع انتصارات وتعادُلين وخسارتين.
مباراة قوية جداً سيكون عنوانها الأبرز مواجهة صلاح ـ رونالدو الهجومية، وفان دايك ـ ماغواير الدفاعية، مع أفضلية على الورق للاعبي ليفربول، الذين يريدون أن يبقى مانشستر بعيداً عن الألقاب، لكي يُواصلوا هيمنتهم، ولكي لا يسمحوا للغريم التقليدي باستعادة زمام المبادرة كما كان الأمر عندما كان أليكس فيرغسون على رأس العارضة الفنية «للشياطين الحمر».