يكثر الحديث في هذه الأيام عن تفوّق النجم المصري محمد صلاح على جميع لاعبي كرة القدم حول العالم خلال هذه الفترة، بينهم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. محمد صلاح يقدم مستوى استثنائياً في جميع المباريات التي يخوضها مع ليفربول، فهو يصنع الأهداف ويسجل، كما يكون ضابط إيقاع ومحطة مهمة لزملائه... حطم صلاح أرقاماً عديدة مع ليفربول، فهو بات أول لاعب في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز يسجل «هاتريك» على ملعب «أولد ترافورد» الخاص بنادي مانشستر يونايتد، كما أنه أول لاعب يسجل في ثلاث مباريات متتالية على أرض ملعب يونايتد. لم تقف إنجازات المصري عند هذا الحد، بل هو أصبح أفضل هداف أفريقي في تاريخ «بريميرليغ» بعد أن وضع «الفيل الإيفواري» ديدييه دروغبا خلفه. وسجل صلاح 107 أهداف في 167 مباراة لعبها في الدوري الإنكليزي الممتاز برفقة كل من تشيلسي وليفربول.

لم يكتفِ «الفرعون المصري» بالتألق محلياً، بل هو حقق أرقاماً مميزة في دوري أبطال أوروبا مع 31 هدفاً، ليكون بذلك أفضل مسجل في تاريخ ليفربول في البطولة الأعرق.
لعب صلاح في إنكلترا بداية مع نادي تشيلسي اللندني وذلك موسم 2014 ـ 2015، ورغم فوز الفريق باللقب حينها، إلا أن مدرب تشيلسي، البرتغالي جوزيه مورينيو لم يعطِ صلاح الفرصة اللازمة، وهذا الأمر أدى إلى خروجه إلى إيطاليا في نهاية الموسم، وتحديداً إلى فيورنتينا على سبيل الإعارة، قبل أن يلعب مع نادي العاصمة روما، ويعود بعدها إلى إنكلترا من بوابة ليفربول.
مسيرة صلاح مع «الريدز» تؤكد خطأ مورينيو الكبير بعدم الاعتماد عليه. سجل صلاح هذا الموسم حتى الآن 10 أهداف مع 5 تمريرات حاسمة في 9 مباريات في الدوري، إضافة إلى 5 أهداف بدوري الأبطال. وجاءت جميع أهداف صلاح حاسمة وفي مباريات مهمة جداً سواء محلياً أو أوروبياً.
سجل صلاح هذا الموسم حتى الآن 10 أهداف مع 5 تمريرات حاسمة في 9 مباريات في الدوري


أثبت صلاح هذا الموسم أنه من طينة اللاعبين الكبار، وأنه يستحق أن يكون بمنافسة عادلة مع ميسي ورونالدو. سجل الفتى المصري هدفين استثنائيين في مرمى كل من مانشستر سيتي وواتفورد، بعد أن تلاعب بالمدافعين داخل منطقة الجزاء. أهداف لا يسجلها إلا لاعب استثنائي بقيمة محمد صلاح.
ويحسب للنجم المصري أيضاً نجاحه بتحقيق الاستمرارية في الأداء. فهو منذ قدومه إلى ليفربول في عام 2017 حافظ على مستوى ثابت، بل إنه طوّر هذا المستوى، خاصة من خلال تطوير مراوغاته، وحسّن من قدراته على إنهاء الهجمات «اللمسة الأخيرة». وفي هذا الإطار أيضاً يدخل نجاح محمد صلاح بالفوز بلقب هداف الدوري المحلي موسم 2017 ـ 2018 (32 هدفاً) و2018 ـ 2019 (22 هدفاً)، وإذا ما حافظ على مستواه في هذا الموسم فإنه من المتوقّع أن يستعيد الحذاء الذهبي.
كل هذه الأرقام يجعل كثيرين يؤمنون بأن صلاح قادر على الفوز بجائزة الـ«بالون دور» هذا العام. والأمر اللافت ثقة المدرب يورغن كلوب بلاعبه عندما قال صراحة قبل أيام بأن صلاح أفضل لاعب في العالم اليوم، ليخرج النجم المصري قبل يومين ويقول إنه اللاعب الأفضل اليوم دون أن يقلل من احترام أيّ من منافسيه، وفي هذا الأمر ثقة كبيرة بالنفس تُحسب للاعب.
ويعيش صلاح اليوم مرحلة مهمة بعد أن دخل مفاوضات جادة مع ليفربول من أجل تجديد عقده، وهو يطالب براتب بين 350 و500 ألف جنيه استرليني أسبوعياً (يتقاضى حالياً حوالى 200 ألف) وهو رقم يرفضه النادي حتى الآن. ولكن من المتوقع أن يصل الطرفان إلى صيغة واضحة خاصة وأن اللاعب عبّر عن أنه يريد أن ينهي مسيرته مع نادي شمال غرب إنكلترا، رغم جميع العروض التي تُقدّم له من ريال مدريد وباريس سان جيرمان وبرشلونة وغيرها من أندية أوروبا الكبرى.