عرف فريق ساليرنيتانا الإيطالي أوقاتاً عصيبةً منذ بداية الألفية الجديدة أبعدته عن الدرجة الأولى لمدة 22 عاماً. وبعد محاولاتٍ متواصلة، تمكّن النادي من الصعود إلى دوري الأضواء مجدّداً، لكن الحلم الجميل تحوّل إلى كابوس مزعج. وجد ساليرنيتانا نفسه في بداية الموسم الحالي أمام عقبةٍ قانونية نظراً لشغل مالكه، كلاوديو لوتيتو، منصب رئيس ومالك نادي لاتسيو أيضاً وهو أمرٌ يتعارض مع قواعد «الفيفا» التي تمنع ملكية شخص واحد لناديَين في نفس الدرجة تجنّباً للتلاعب بالنتائج.كان مستقبل ساليرنيتانا غير واضح خلال الصّيف الماضي، حتّى قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم في النهاية السّماح للنادي بالمنافسة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وفق شرطَين. أُجبر كلاوديو لوتيتو على تسليم زمام إدارة النادي بالكامل إلى صندوق مستقل يكون مسؤوليّته البحث عن شخص لشراء النادي، ثم تمّ تحديد موعد نهائي لإتمام عملية الشراء، وهي 31 كانون الأول/ ديسمبر2021، أي بعد أيام قليلة.
سبعة أيام هي كل ما تبقى لتحديد المصير ولم يصل أي طرف لاتفاق يقضي بشراء النادي حتى اللّحظة، حيث أكّد المديرون المستقلّون أنّه «حتى الآن، جميع العروض التي تمّ استلامها لشراء ساليرنيتانا ليست مقبولة إما بسبب عدم إيفاء بعض الشروط (عدالة السّعر، شكل العرض...)، أو لأن من تقدّم بالعرض لم يستوفي المتطلبات الاقتصادية اللّازمة لتنفيذ العمليّة». لذا، يجد فريق ساليرنيتانا نفسه تحت رحمة الاتحاد الدولي لكرة القدم. في هذا الإطار، أوضح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم غابرييل غرافينا بعد اجتماع المجلس أنه «لن يكون هناك أي تنازلات عندما يتعلق الأمر بموعد 31 كانون الأول/ ديسمبر لبيع ساليرنيتانا. إذا لم تكن هناك أي تطورات جديدة بحلول الموعد، فإن ساليرنيتانا ستخرج (لن يستكمل النادي الموسم في الدرجة الأولى)».

تأثير الأزمة على الدوري
يحتلّ الفريق الذي يلعب له النجم الفرنسي فرانك ريبيري المركز الأخير في الدوري الإيطالي برصيد ثماني نقاط من 18 مباراة، وفي ظلّ ما يحصل حالياً، قد يُستبعد ساليرنيتانا من دوري الدرجة الأولى الإيطالي وتنخفض ​​رتبته إلى دوري الهواة. ولكن، كيف سيؤثر ذلك على موسم الأندية الأخرى؟
إذا تم استبعاد ساليرنيتانا من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، فهذا يعني عدم تمكّن الفريق من لعب النصف الثاني من الموسم. ومن أجل الحفاظ على العدالة، من المرجح أن يتم إلغاء جميع نقاط المباريات التي لعبها ساليرنيتانا. وسيتم التعامل مع الحالة بطريقة مماثلة للإفلاس، مما يجبر الفريق على البدء مرة أخرى من اتحادات الهواة. ومع انخفاض عدد الفرق في الدوري إلى 19، سيؤثّر ذلك على آلية الهبوط والصعوط في نهاية الموسم ممّا يجعل القيّمين على الاتحاد الإيطالي أمام مهمّة شاقة، وسط ترجيحات باعتماد 18 فريقاً بدل 20 بدءاً من الموسم المقبل.
وعلى ضوء هذه التطورات يُبدي جمهور الفريق انزعاجه الكبير مما يحصل، خاصة وأن المالك كلاوديو لوتيتو تخلّى عنه من أجل لاتسيو بحسب وصف البعض. واعتبرت الجماهير العاشقة للنادي أنهم هم من سيدفعون الثمن إضافة إلى اللّاعبين على اعتبار أنهم الخاسر الأكبر.