تخلى بايرن ميونخ عن مهاجمه روبرت ليفاندوفسكي خلال الصيف الحالي لصالح برشلونة. ارتبط النادي البافاري بعدها بالعديد من المهاجمين لتعويض الهداف البولندي، وانتهى الأمر باستقدام «جناح» ليفربول السابق ساديو مانيه.بداية قوية عرفها بايرن ميونخ مع مانيه خلال المباريات الثلاث الأولى في الدوري، رغم اختلاف طريقة لعب المهاجم السنغالي مقارنةً بنظيره البولندي. مرّ البافاريون بعدها بثلاثة تعادلات محلية شكّكت بجاهزية المنافسة على الألقاب المتاحة، كما أثارت القلق حول التأثير السلبي لغياب ليفاندوفسكي.
وبعد تحقيقه أسوأ بداية موسم في «البوندسليغا» منذ 12 عاماً، اعترف مدرب بايرن ميونخ جوليان ناغيلسمان بأن النادي كافح لإيجاد بديل مناسب لليفاندوفسكي خلال فترة الانتقالات الصيفية دون النجاح في استقدام مهاجم يمتلك الجودة بسعر مناسب، ما يرجح سعي بايرن ميونخ للتعاقد مع رقم 9 في المستقبل القريب.

من بافاريا إلى كاتالونيا
احتلّت صفقة ليفاندوفسكي عناوين الصحف الرياضية خلال سوق الانتقالات الصيفي الماضي، نظراً لتحطيم صاحب الـ34 عاماً للعديد من الأرقام القياسية طوال ثماني سنوات من مسيرته الكروية في بايرن ميونخ. ومنذ أن حطَّ المهاجم البولندي رحاله في آليانز آرينا قادماً من غريمه بوروسيا دورتموند عام 2014، تم توظيفه كنقطة محورية في هجوم الفريق البافاري.
كان ليفا يعود في كثيرٍ من الأحيان إلى منتصف الملعب ويشارك بين الخطوط ثم يهاجم المساحة خلف مدافعي الخصم. مهمة مثالية للمهاجم «الكامل» الذي بدأ مسيرته في المناطق الخلفية، جعلته كابوساً بالنسبة إلى المدافعين إثر امتلاكه العديد من الخيارات أمام المرمى.
تغيّرت المعادلة قليلاً بعد استلام ناغليسمان مهمة تدريب بايرن ميونخ في بداية موسم 2021. زاد الألماني الشاب كثافة المهاجمين في منطقة الجزاء ما عطّل جزءاً من مهام ليفاندوفسكي ضمن الثلث الأخير من الملعب. كانت فكرة ناغيلسمان تقضي بوجود المزيد من اللاعبين في منطقة جزاء الخصم ما يولِّد المزيد من التهديد الهجومي وبالتالي فرص أعلى لتسجيل الأهداف، حيث ستكون هناك ميزة عددية للاعبي بايرن ميونخ في استلام الكرات الثانية. تسمح هذه الكثافة أيضاً بتدوير المواقع بشكل متكرر، ما يعطّل قدرة الفريق المنافس على البقاء منظماً أثناء تتبع البافاريين.
سجل ليفاندوفسكي 9 أهداف في 6 مباريات مع برشلونة في مختلف المسابقات


تغيّر مهام ليفا بشكلٍ طفيف مع ناغيلسمان، غير أن مردوده التهديفي ظل غزيراً. ولكن ما جعل ليفاندوفسكي يرحل عن أسوار الآليانز آرينا بالدرجة الأولى هو ارتباط اسم بايرن ميونخ للتوقيع مع مهاجم بوروسيا دورتموند السابق إرلينغ هالاند، الأمر الذي أثار غضب المهاجم البولندي.
تردت العلاقة بعدها بين الطرفين وانهالت العروض على ليفاندوفسكي، لكنه كان واضحاً بأنه لا يريد اللعب إلا لبرشلونة.
وفي غضون أسابيع قليلة، تمكّن ليفاندوفسكي من إعطاء خط هجوم الفريق الكاتالوني بُعداً آخر بأهدافه المؤثرة. لم يواجه البولندي أي مشكلة في التكيف مع الحياة في برشلونة حيث سجّل 9 أهداف خلال 6 مباريات في مختلف المسابقات. آخر تلك الأهداف جاءت أمام قادش في مباراةٍ فضّل فيها المدرب تشافي هيرنانديز إراحة مهاجمه البولندي لمواجهة فريقه السابق بكامل لياقته. وأوضح ليفا بعد المباراة الأخيرة بأن برشلونة مستعد لمواجهة بايرن ميونخ في ملعب أليانز أرينا.
عزّز ليفاندوفسكي هجوم برشلونة، كما أنه أفقد بايرن ميونخ، بطريقةٍ أو بأخرى، عنصر الحسم. لقاء اليوم سيضع «البلوغرانا» في مواجهة فريقٍ سيطر عليه خلال المواسم الأخيرة عندما التقيا في أوروبا، حيث صعق بايرن ميونخ نظيره الكتالوني بنتيجة (8-2) في 2020 وتغلب على النادي الإسباني مرتين خلال العام الماضي بنتيجة (3-0). المواجهة المنتظرة قد تُحسم عبر الكلمة المفتاح في الفريقين: ليفاندوفسكي.