فترات التوقف في كرة القدم ليست بالأمر الجديد. باستثناء بعض الأحداث القاهرة التي تعرقل مسار المسابقات بشكل مفاجئ، مثل فيروس كورونا، تعلم الأندية عادةً مواعيد توقف المباريات قبل انطلاق الموسم.رغم ذلك، يشكّل انقطاع اللعب لمدة محددة نقطة جدلية في الأوساط الرياضية. بعيداً عن الاحتمالات المضاعفة حول إصابة اللاعبين، يساهم التوقف عادةً بإعادة خلط الأوراق. بعض الأندية التي كانت تمر بسلسلة من النتائج الإيجابية قبل المونديال، مثل آرسنال الإنكليزي مثلاً، لن تضمن تكرار الأمر مع استئناف المسابقات المحلية يوم الإثنين المقبل. اللاعبون يعودون قبل أيام قليلة من مباراة الجولة الجديدة في الدوري، ما يترك للمدربين وقتاً أقل للعمل مع المنظومة. أمرٌ قد ينعكس سلباً على المردود في ظلّ إجهاد اللاعبين، وتغيير عقلياتهم من الناحية التكتيكية رفقة المنتخبات مقارنةً مع الأندية.
وفي الجهة المعاكسة، تستفيد بعض الأندية كثيراً من فترة التوقف، خاصةً إذا كانت تمر بنتائج متخبطة. ظهر ذلك جلياً مع نادي «إي سي ميلان» الإيطالي قبل موسمين، عندما كانت إدارة «الروسونيري» قاب قوسين أو أدنى من إقالة المدرب ستيفانو بيولي على خلفية سوء النتائج. اجتاح فيروس كورونا الملاعب حينها وتوقفت كرة القدم لأسباب وقائيّة. فترة استثمرها بيولي وأعاد ترتيب أوراقه ليقدم رفقة لاعبيه نتائج ممتازة بعد استئناف اللعب. مسارٌ يسعى للنسج على منواله مدرب تشيلسي الإنكليزي الجديد غراهام بوتر، بغية تحسين النتائج بعد منافسات كأس العالم.
هي فترة ذات تأثيرات مختلفة، استغلها المدربون بشكلٍ خاص لتعديل الأوتار، وحاول اللاعبون الشباب تنمية مهاراتهم وأفكارهم في مراكز تدريبات الأندية للفت أنظار الأجهزة الفنية. شكّل التوقف أيضاً فرصة ذهبية لشفاء البعض من الإصابة والعودة تدريجياً إلى قائمة المشاركين، مقابل إصابة البعض الآخر رفقة منتخباتهم أو حتى خلال الحصص التدريبية والمباريات الودية للأندية.
ما قبل المونديال ليس كما بعده. يتميز التوقف الأخير بمدته وتوقيته، حيث تعطّلت الروزنامة الكروية لمدة شهرٍ كامل في منتصف استحقاقات الأندية. التوقيت الفريد لكأس العالم الشتوي يعني عدم وجود الكثير من الاستراحة بين نهاية البطولة واستئناف دوريات كرة القدم، ما يجعل من الأمر ظاهرة في عالم المستديرة.
من المنتظر رؤية مدى تأثير عامل الإرهاق أيضاً على مسار البطولات. الأندية التي لم تتخلَّ عن عدد كبير من لاعبيها لصالح المنتخبات، قد تحصد نتائج أفضل من تلك التي تخلّت عن معظم لاعبيها، وتحديداً الذين وصلوا إلى مراحل متقدمة في المونديال الشتوي.

المسار المحلي
في خضمّ كل ذلك، سوف يكون مرتقباً مدى تأثير مباريات كأس العالم على مسار الأندية. تعود عجلة الدوريات الكبرى للدوران تدريجياً بدءاً من الأسبوع المقبل، على أن يكون الدوري الإنكليزي الممتاز أول المستأنفين يوم الإثنين.
قبل بدء المونديال، عرف آرسنال مساراً مثالياً وضعه في صدارة الدوري حتى الجولة الرابعة عشرة، إثر 12 انتصاراً وتعادل واحد مقابل خسارة واحدة. ومع ذلك، لن يضمن «الغانرز» استمرار النسق العالي بعد انتهاء كأس العالم.
يعاني متصدر «البريمرليغ» من غياب مهاجمه غابرييل خيسوس عن الملاعب بسبب إصابة تعرّض لها في مباراة البرازيل ضد الكاميرون. أمرٌ قد يستغله الملاحق المحلي مانشستر سيتي. ورغم مشاركة عدد كبير من لاعبي «الستيزينز» في المونديال، استراح هدّاف الدوري، إرلينغ هالاند نظراً إلى عدم مشاركة منتخب بلاده النروج في المونديال بسبب عدم التأهل، ومن المتوقع أن يعود الهداف الكبير بقوة إلى منافسات الدوري ودوري الأبطال.
تعرّض عدد من اللاعبين للإصابة مع منتخباتهم وسيغيبون عن أنديتهم الأسبوع المقبل


سيكون من المرتقب أيضاً رؤية أجواء متصدر الدوري الفرنسي، باريس سان جيرمان. وصل نجما الفريق ليونيل ميسي وكيليان مبابي إلى نهائي كأس العالم من بوابة المنتخبين الأرجنتيني والفرنسي تباعاً، ما يرجّح غيابهما عن أولى مباريات الدوري بداعي الراحة، رغم عودة مبابي إلى تدريبات الفريق منذ يوم الأربعاء. في المقابل، يسعى الوصيف، نادي لانس لاستغلال عامل إرهاق لاعبي «بي أس جيه» بهدف الاقتراب أكثر من الصدارة، خاصةً أنه لم يقدم عدداً كبيراً من اللاعبين في المراحل المتقدمة من كأس العالم.
وفي الدوريات الأخرى، يستمر الصراع بين متصدر «الليغا» الإسبانية برشلونة ووصيفه ريال مدريد. سباقٌ على اللقب قد لا ينحسم إلا بالجولات الأخيرة.
وسيكون من المرتقب أيضاً رؤية مدى استمرار نسق المتصدر نابولي في الدوري الإيطالي. لم يخسر لاعبو المدرب لوتشيانو سباليتي أي مباراة قبل المونديال، مقابل الفوز بثلاث عشرة مباراة مع التعادل مرتين وسط ترقب الوصيف «إي سي ميلان» لأي تعثر. أما في «البوندسليغا»، فسوف يحاول المتصدر بايرن ميونيخ تعزيز اعتلائه للجدول، على أن تتضح معالم السباق أكثر في الجولات المقبلة.



عودة إنكليزية وفرنسية سريعة


تعود منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم يوم الإثنين المقبل بمباريات «البوكسينغ داي»، أي فترة مباريات عيدَي الميلاد ورأس السنة.
وتُفتتح الجولة، وهي الـ16 من عمر الـ«بريميرليغ»، بلقاء برينتفورد وتوتنهام هوتسبير (الساعة 14:30 بتوقيت بيروت)، على أن يتواجه عند الساعة 19:30 ليفربول مع آستون فيلا، فيما يلتقي آرسنال نظيره وستهام الساعة 22:00.
وتُستكمل مباريات الجولة الإنكليزية يومي الثلاثاء والأربعاء، على أن تبدأ الجولة 17 يوم الجمعة في 30 الشهر الجاري.
من جهة ثانية يُستأنف الدوري الفرنسي يوم الأربعاء في 28 الشهر الجاري، فيما سيتأخر الدوري الإيطالي حتى 4 كانون الثاني المقبل، أي بعد فترة الأعياد.
وفي ألمانيا سيتأخر الدوري حتى 20 الشهر المقبل، فيما ستنطلق مسابقة الكأس ابتداءً من 31 الشهر الجاري.