سيطر مانشستر سيتي على أغلب الألقاب المحلية في إنكلترا خلال المواسم الماضية، وفرض نفسه منافساً دائماً في الدوري إثر تتويجه باللقب 6 مرات من آخر 11 موسماً. تألُّق مانشستر سيتي اللافت جاء نتاج تضافر جهود الإدارة والجهاز الفني ككل، بالتساوي مع الصرف الباذخ في أسواق الانتقالات. كان هناك فارق واضح بين إمكانات «السيتيزينز» المالية مقارنةً بالأندية الأخرى، وهو ما عزّز من سيطرة فريق غوارديولا.إنفاق مانشستر سيتي «الضخم» لاقى اعتراض العديد من الأندية في إنكلترا وخارجها، حتى أن العقوبات لامست أسوار النادي عام 2019. فُتح تحقيق حينها بعد تسريب وثائق تتعلق بالأنشطة المالية للسيتي تم نشرها من قبل مجلة «دير شبيغل» الألمانية، أظهرت تضخيم النادي لإيرادات رعايته في الدفاتر المحاسبيّة بين عامَي 2012 و 2016. قرّر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على ضوء التسريبات فرض غرامة على النادي وحرمانه من المشاركة في البطولات الأوروبية عام 2020 لمدة موسمين، إثر ارتكابه «انتهاكات جسيمة» لقواعد اللعب المالي النظيف، إلا أن مانشستر سيتي طعن بالقرار وأسقط التهم تدريجاً وسط اتهامات بعدم تعاونه مع التحقيق.
وبعد مرور قرابة 4 سنوات على القضية، طَفت مجموعة من الأدلة إلى السطح مجدداً. مانشستر سيتي متهم بأكثر من 100 انتهاك للوائح اللعب المالي النظيف، ويبدو أن الوثائق الجديدة ستُدين النادي هذه المرة.
أصدر الدوري الإنكليزي بياناً عبر موقعه الرسمي يوم الإثنين كشف خلاله عن وجود شكوك بخرق مانشستر لقواعد اللعب المالي النظيف، وأكد إحالته إلى لجنة متخصصة. وأوضح البيان كيفية سير الإجراءات خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى استقلالية اللجنة التي سوف يتم تعيين أعضائها من قبل الرئيس المستقل لهيئة الدوري القضائية.
لن يتمكن مانشستر سيتي من تقديم أي استئناف لـمحكمة التحكيم الرياضي (CAS)


بالنسبة إلى المخالفات، فهي ليست حديثة، كما أنها لا تنحصر بمادة محددة من قوانين اللعب المالي النظيف، بل تمتد على تسعة مواسم من 2009 ـ 2010 حتى 2017 ـ 2018، مع مزاعم بخرق اللوائح المحيطة بعقود اللاعبين والمدرب والمكافآت المعلنة في حسابات النادي المالية.
رد مانشستر سيتي جاء في بيانٍ رسمي كاشفاً بأنه «تفاجأ النادي بتوجيه هذه الاتهامات ولا سيما أن النادي زوّد الرابطة بكم هائل من المواد التفصيلية والمشاركات المكثفة». وأضاف: «يرحب النادي بمراجعة هذه المسألة من قبل لجنة مستقلة، للنظر بنزاهة في الأدلة القاطعة الموجودة لدعم موقف مانشستر سيتي». مختتماً: «من خلال هذه الآلية، نتطلع إلى وضع نهاية للمسألة مرة واحدة وإلى الأبد».
تجدر الإشارة إلى عدم تمكن مانشستر سيتي تقديم أي استئناف لـمحكمة التحكيم الرياضي (CAS) التي قامت بإلغاء قرار الحظر السابق، وفي حال وُجد النادي مذنباً، سوف يواجه سلسلة من العقوبات تُراوح بين غرامات مالية، خصم نقاط أو حتى هبوط.

الإنكليز في الواجهة
بعد بيان الدوري الإنكليزي الممتاز، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتفاعلات الوسط الرياضي، مستكملين سيل الاتهامات على أموال الأندية الإنكليزية. ففي فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، استحوذ البريميرليغ على نشاط «الميركاتو» بإنفاق أنديته قرابة مليار دولار. مع دمج الرقم القياسي البالغ 1.9 مليار جنيه إسترليني الذي تم إنفاقه خلال فترة الانتقالات الصيفية، يظهر إنفاق أندية الدوري الممتاز قرابة 2.8 مليار جنيه إسترليني خلال موسم 2022-2023، وهو أعلى مبلغ على الإطلاق.
كان تشيلسي أكثر الفرق الإنكليزية إنفاقاً متجاوزاً عتبة الـ300 مليون، إثر ضمه 8 لاعبين لتدعيم صفوفه، بينهم إنزو فرنانديز كأغلى صفقة في تاريخ الدوري (121مليون يورو).
يأتي الإنفاق الضخم لأندية بريمرليغ بالتوازي مع تسجيل إيرادات قياسية من حقوق بث الدوري بين عامَي 2022 و2025. مقابل ذلك، انخفض الإنفاق على الانتقالات في باقي الدوريات الأوروبية الكبرى من 396 مليون يورو خلال نافذة كانون الثاني 2022 إلى 255 مليون يورو في الميركاتو الأخير، ما زاد الاتهامات على الكرة الإنكليزية.
البذخ الإنكليزي لاقى اعتراض عدد من الفاعلين في الدوريات الأخرى، على رأسهم رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس الذي وصف البريميرليغ بأنه «مسابقة مبنية على أندية تتكبد خسائر بالملايين».