يضم دوري أبطال أوروبا عادةً فرق النخبة في القارة العجوز، كعلامةٍ فارقة تميّزه عن باقي المسابقات المحلية والقاريّة هناك. عرفٌ سائد في الأوساط الكروية جعل «Champions League» البطولة المحببة بالنسبة إلى المشاهدين حول العالم، كونها تُعرف بأنّها «أمجد الكؤوس الأوروبيّة». ومع ذلك، تبدو النسخة المقبلة مختلفة بعض الشيء. العديد من «الأندية التقليدية» لن تشارك في المسابقة الأوروبية بعدما فشلت في حجز مقعد لها من بوابة الدوري المحلي، وهو ما أعطى مجالاً لفرقٍ أخرى كي تشارك للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.عادةً ما يشهد الدوري الفرنسي تغييراً في المراكز الأولى. يسيطر باريس سان جيرمان على الصدارة في أغلب المواسم، في حين يتناوب كل من موناكو، مارسيليا، نيس، ليون، ليل، سانت اتيان، رين ومونبيلييه على المقاعد المتبقية للمشاركة في دوري الأبطال من بوابة الدوري. حدث ذلك خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أن الموسم المقبل سوف يشهد حدثاً جديداً بعدما ضمن نادي لنس المشاركة في المسابقة الأوروبية الأم للمرة الأولى منذ حوالي 20 عاماً.
هو إنجازٌ لافت، خاصةً وأن الفريق قد صعد إلى دوري الدرجة الأولى موسم 2020 ـ 2021.
ومنذ بداية الموسم الحالي، ظلّ لنس يتألق، ويقدم نتائج مميزة بمواجهة أبرز الفرق حتى تصدر الترتيب لبعض الفترات، ثم تراجع إلى المركز الثاني. كان الصراع محتدم مع ملاحقيه، تحديداً مارسيليا وموناكو، غير أن الفوز في 9 من آخر 10 مباريات على صعيد الدوري (قبل المرحلة الأخيرة) مقابل خسارة واحدة فقط أمام المتصدر باريس سان جيرمان، أدخل لنس رسمياً إلى دوري الأبطال.
اتصف الفريق بالندية الهجوميّة وصلابة الدفاع. ورغم تألق الجميع، خطف سيكو فوفانا الأضواء بعدما لعب دوراً بطولياً في خط الوسط، كما كان لأهداف صفقة الصيف المتميزة، لويس أوبندا، تأثيراً كبيراً في حصد النقاط، إثر تسجيله 19 هدفاً وصناعته 3.

ألمانيا بخير
دربٌ مشابه سار عليه يونيون برلين، الذي ترقّى إلى الدوري الألماني بدرجته الأولى «بوندسليغا» عام 2019 وواصل تألقه حتى حسم نهاية الأسبوع الفائت المشاركة في دوري الأبطال. بدأ فريق المدرب أورس فيشر بداية قوية عام 2022، وتجنّب الهزيمة خلال أول سبع مباريات في طريقه لتصدر جدول الترتيب بين أيلول وتشرين الثاني الماضيين. استمر التألق حتى بضعة أسابيع قبل انتهاء الموسم، حيث كان يونيون برلين متساوياً في النقاط مع بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند في سباق ثلاثي على لقب الـ«بوندسليغا». مرّ الفريق بعدها بسلسلة تخبطات وضعته في المركز الرابع، بفارق الأهداف عن الخامس فرايبورغ. فريق العاصمة نجح في الحفاظ على المركز الرابع والتأهل إلى التشامبيونز ليغ، بعد فوزه في المباراة الأخيرة على فيردر بريمن بهدف دون رد، ووصوله إلى 62 نقطة.
سيلعب نيوكاسل يونايتد مباريات دوري الأبطال على ملعبه للمرة الأولى منذ 20 سنة


ومن الواضح أن المنافسة في ألمانيا باتت ممتعة أكثر، خاصة وأن بايرن ميونيخ حسم البطولة في المباراة الأخيرة بعد فوزه على كولن، وتعادل بروسيا دورتموند مع ماينز.
وفي إنكلترا، خطف نيوكاسل الأضواء إثر بلوغه دوري أبطال أوروبا في الموسم الكامل الأول تحت إدارة الملاك الجدد. الفريق «الأسود والأبيض» سيستضيف على ملعبه سانت جيمس بارك المباريات الخاصة بالبطولة الأوروبية للمرة الأولى منذ 20 عاماً.
ارتقى الفريق الإنكليزي من المركز الحادي عشر في الموسم الماضي إلى تحدي النخبة هذا الموسم، بعدما اعتمدت الإدارة السعودية الجديدة للنادي العديد من الخطوات الناجحة. تمثّل أهمها باستقدام لاعبين يناسبون الفريق بعد إقالة المدرب السابق مايك آشلي وتعيين إيدي هاو مكانه. هذا الأخير فوجئ بالنسق التصاعدي السريع لنيوكاسل، واعترف بأن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا «لم يكن شيئاً على رادارنا» في بداية الموسم.
إذاً هي وجوه جديدة في دوري الأبطال، ولكنها بلا شك ستحتاج إلى وقت ليس بالقصير لمنافسة الأندية الكبيرة، وصاحبة الخبرة المميزة في البطولة الأهم.