شريط الفيديو الذي تسرّب من أرشيف «سي. أن. أن» أخيراً، يكشف خطط مؤسسها تيد تيرنر (1938) بشأن نهاية العالم. دقيقة منخفضة الجودة (الفيديو متوافر على موقعنا)، تُظهر أوركسترا الجيش الأميركي تقوم بعزف الترنيمة المسيحية الشهيرة «أقرب، يا إلهي، إليك» للشاعرة البريطانية سارة فلاور آدامز. وداع ديني حزين ستبثّه الشبكة في اللحظات الأخيرة من عمر الكوكب. عندها، من سيكون متفرّغاً لمشاهدة شيء كهذا؟ لا يهم. تيرنر حفظ إرثه منذ أكثر من ثلاثة عقود، مع تعليمات بالعرض حين التأكّد من الفناء. الارتداد الديني العاطفي مثير للاهتمام، خصوصاً لدى شبكة مثل CNN.
لاعب كبير آخر يستعد للنهاية بدم بارد وعقلية عملية. رئيس شبكة «فوكس» الأميركية روجر أيليس يخطط لتغطية «الحدث» على الهواء مباشرةً أمام أكثر من ملياري مشاهد حول العالم. يرى الرجل أنّ أحداث 11 أيلول (سبتمبر) من عام 2001 كانت درساً مفيداً في هذا الشأن.
في هذا السياق، يقول أيليس لمحرّر مجلة «فانيتي فير» الأميركية دايفيد فريند: «عندما تحلّ نهاية العالم، سنكون قادرين على التغطية المباشرة حتى آخر كاميرا. أعني ذلك حرفياً. إذا كنت قادراً على مواكبة حدث مثل الذي حدث في 11 أيلول عام 2001 على الهواء مباشرةً مع ملياري مشاهد، فلا شيء لا يمكن تغطيته»، مضيفاً: «إذا وقعت حرب عالمية جديدة واستخدمت فيها أسلحة نووية، أعتقد أنّنا سنقوم بتغطية مباشرة».
«القيامة الآن» لا تمنع أيليس من الوعظ والإرشاد لحياة أفضل. «يمكنكم أن تعيشوا بحريّة وأمل، أو يمكنكم مراقبة أنفسكم تحترقون حتى الموت. 11 أيلول كان رصاصة تحذير تقول: انظروا، يمكنكم سلوك أحد الاتجاهين. هذا خياركم يا رفاق». قرار «ملحمي» يُذكّرنا بما فعله المذيع تشارلي فروست (وودي هارلسون) في فيلم «2012» لرولاند إيميريش، إذ بقي يبثّ حتى النهاية.
إذاً، لن يفوتنا شيء. وحوش الميديا تعهّدوا بتسليتنا حتى الرمق الأخير. فلنُعدّ الفشار ونضطجع على الأريكة. يوم القيامة سيأتيكم برعاية الماركات العابرة للقارات!