«أُطفو كالفراشة وألسع كالنحلة «، هكذا وصف الملاكم الاسطوري محمد علي كلاي رياضة الفن النبيل. وعندما تحدث «الأسطورة» الآخر غاري كاسباروف عن الشطرنج قال «إن الشطرنج تعذيب عقلي»، لكن ماذا لو جرى الجمع بين لكمة كلاي وذكاء كاسباروف؟ في هذه الحالة ستحصل على لاعب «Chess - Boxing» او ملاكمة الشطرنج. وهذه اللعبة ظهرت للمرة الاولى في كتاب هزلي مصوّر بعنوان «ثلاثية نيكوبول» للكاتب والفنان الفرنسي « إنكي بلال « عام 1992، قبل أن تتحول عام 2003 إلى لعبة رياضية حقيقية، حيث أقيمت أول بطولة عالم لها في أمستردام بالتعاون مع اتحادي الشطرنج والملاكمة الالمانيين ومنظمة ملاكمة الشطرنج العالمية.

وتتألف اللعبة، التي بات لها اتحادات في ايران والهند والولايات المتحدة والعديد من الدول الاوروبية، من 11 جولة بينها 6 جولات من الشطرنج و5 من الملاكمة، ويفصل بين كل جولتين 60 ثانية من الراحة، ويكون حسم المباراة إما بالضربة القاضية في جولة الملاكمة أو في موت الملك في الشطرنج يليها تخطي الوقت المحدد لجولات الشطرنج وهو 9 دقائق لكل لاعب.
ليست ملاكمة الشطرنج الرياضة الوحيدة التي دمجت بين لعبتين، فقد سبقتها إلى ذلك رياضة «سيباك تاكراو» التي دمجت بين كرة القدم والكرة الطائرة، والتي اصبحت رياضة رسمية مع قوانين كاملة في عام 1940، حيث كان منشأها في ماليزيا قبل أن تنتشر في دول جنوب شرق آسيا. وتُمارس هذه الرياضة، التي دخلت إلى دورة الألعاب الآسيوية عام 1990، في ملعب يشبه ملعب الكرة الطائرة تقسمه شبكة ويتألف كل فريق من 3 لاعبين، حيث تطبّق قوانين الكرة الطائرة، لكن من دون أن يُسمح بلمس الكرة باليد.
لعبة اخرى اقتبست شكلها عن رياضة تشبهها، وهي الهوكي على الدراجة الاحادية، حيث تُستخدم كرة مضرب صغيرة بدلاً من كرة الهوكي ويركب اللاعبون أثناء المباراة على دراجة أحادية العجلة. وهذه الرياضة ظهرت للمرة الاولى في فيلم ألماني صامت اسمه «فاريتي» عام 1925، ليتأسس بعدها اول فريق للعبة في الولايات المتحدة عام 1976، ثم توقف عن اللعب، فظهر أول فريق رسمي في ألمانيا باسم «لاهيمو» عام 1985. أما أحدث قوانينها، فقد بدأ العمل بها عام 2010، وما يميزها هو أنها تسمح بالدمج بين الإناث والذكور في الفريق الواحد.
دامت إحدى
مباريات الكويدتش شهراً كاملاً قبل الإمساك بالكرة
الطائرة!


في عام 1954 ظهرت لعبة الهوكي تحت الماء في نادي «ساوث سي» المائي، حيث اخترع مؤسس النادي هذه الرياضة تحت اسم «أوكتوبوش» قبل أن تنتشر حول العالم، وهي تقوم على ممارسة الهوكي خلال الغطس والغوص في بركة. وتنتشر اللعبة اليوم في أكثر من 25 دولة حول العالم.
رياضات غريبة تثير الحشرية، ولو انه لم تنجح أي منها حتى الآن في اختراق لائحة الرياضات الخاصة بالدورة الرياضية الاكبر اي دورة الالعاب الاولمبية، لكن تقترب إحدى الرياضات الأكثر غرابة بقوانينها والأكثر انتشاراً في جامعات الولايات المتحدة الاميركية، والتي أقامت أول بطولة للعالم لها عام 2014، من فرض نفسها كاحدى الرياضات المعتمدة في الالعاب الاولمبية في عام 2016، بحسب ما تشير تقارير عدة حالياً حول العالم. وهنا الحديث عن « الكويدتش» التي ظهرت للمرة الاولى في فيلم «هاري بوتر»، الشهير للمؤلفة البريطانية جاي كاي رولنغ. وتتميز هذه اللعبة بأنها تُلعب بثلاث كرات، تمتلك إحداها أجنحة ذهبية تساعدها على الطيران وتنتهي المباراة عند الامساك بهذه الكرة. ويتألف كل فريق من 7 لاعبين: باحث ومهمته البحث عن الكرة الذهبية، ثلاثة مطاردين مهمتهم إحراز الأهداف بالكرة الحمراء (الكوافل)، اضافة الى ضاربَين وظيفتهما دفاعية تقوم على رمي المهاجمين بكرتين ذواتَي حجم صغير (البلادجر) باستخدام عصا بايسبول لمنع المهاجمين من التسجيل. ويكمّل هؤلاء الحارس، الذي يحمي المرمى المكوّن من ثلاث حلقات على ارتفاع 50 متراً من الارض في جانبي الملعب البيضاوي، لكن أغرب ما في هذه اللعبة أن اللاعبين يمارسونها أثناء حملهم بين أقدامهم عصا على شكل المكنسة، علماً ان إحدى مباريات دامت شهرا كاملا قبل الإمساك بالكرة الطائرة!
يقول العملاق مايكل جوردان: « بعض الناس يريدون للأمر أن يحدث، وبعضهم يتمنى أن يحدث، وبعض آخر يجعله يحدث».
هكذا هي الرياضة، وبغض النظر عن غرائبها، فهي بكل فنونها تمزج المتعة برغبة الفوز، ترضي جميع الأذواق من ملاكمي الشطرنج إلى الراكضين مع المكنسة.