كالعادة، شكّلت مواقع التواصل الاجتماعي مساحة للتعبير عن الآراء في قضية استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي لموكب يضمّ عدداً من كوادر المقاومة في منطقة القنيطرة السورية. الغضب كان عارماً، ما برز من خلال المطالبة بالثأر. حتى إن كثيرين راحوا يروّجون لشائعات مبالغ فيها، قد يكون أبرزها نقلهم لكلام عن لسان السيدّ حسن نصرالله عن أنه سيطلّ ليطلب من المستوطنين التزام الملاجئ.
لكن اللافت في معظم التعليقات، المتضامنة مع المقاومة وشهدائها، أنها سبقت الشعار الرسمي الذي رفعته المقاومة في بيانات النعي (على طريق القدس) إلى الإعلان عن الوجهة المقبلة: فلسطين. لم يشك المناصرون لحظة في وجهة المقاومة التي قادتهم من نصر إلى آخر على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.
الصدمة التي خيّمت على جمهور المقاومة جرى تلقفها سريعاً، وكتب كثيرون عن حلم التحرير الذي صار أقرب بعدما صار رجال المقاومة على أبواب الجولان السوري المحتل.

لكن مفاجأة «الفايسبوك» كانت الشهيد محمد أبو الحسن، الذي شيّع أمس في بلدته عين قانا.
عندما انتشرت صور شهداء القنيطرة الستة، سارع أصدقاؤه إلى الإعلان عن هويته الحقيقة، وربطها بتلك التي يعرفه بها كثيرون: إيليا غرافيكا. هذا الشاب المرح، الذي يعمل في التصميم «الغرافيك ديزاين» لمصلحة عدد من شركات الإنتاج، وساهم في أفلام مرتبطة بالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، هو نفسه المقاوم الذي سقط ضمن شهداء الموكب في القنيطرة.
معلومات كثيرة عرفها الاصدقاء عن الشاب اللطيف، الذي كان يستعدّ لاستقبال خطيبته يوم الاثنين الماضي، ويعدّ لزواجه في فصل الصيف. وذكر آخرون أنهم التقوه في صفوف اللغة العبرية، من دون أن يكتشفوا شيئاً عن عمله. وظهرت صوره بـ«القميص الاسود»، الذي قيل إنه ارتداه بوصفه من أفراد القوة الخاصة التي نشرها حزب الله في الضاحية الجنوبية، يوم العاشر من محرم.
ونقل عدد من «الفسابكة» نصاً كان الشهيد «إيليا غرافيكا» قد كتبه على صفحته:

أقوال من التاريخ
1985-1982:

هلأ «إنتو» رح تحرروا بيروت؟!
«إنتو» رح تحرروا الجنوب؟!
«إنتو» رح تربحوا عإسرائيل؟!
«إنتو» رح تحرروا فلسطين؟!

2000-1985:
«أنتو» رح تحرروا الجنوب؟!
«انتو» رح تربحوا عاسرائيل؟!
«أنتو» رح تحرروا فلسطين؟!

2006-2000:
«انتو» رح تربحوا عاسرائيل؟!
«أنتو» رح تحرروا فلسطين؟!

2006- ...:
«انتو» رح تحرروا فلسطين؟!

لم يبق إلا السؤال الأخير للتاريخ يا محمد... لن ننتظر طويلاً لنجد له إجابة عساها تكون شافية.