نجوم ولاعبون كثر تعرضوا لإصابات، بعضها سبّبت آلاماً لكرة القدم ومحبيها، وكثير من الحزن والدموع أيضاً. أخذت الإصابات من كرة القدم بعضاً من أهم نجومها، وأنهت مسيرتهم بشكلٍ خاطفٍ بعدما أجبرتهم على تعليق أحذيتهم حتى قبل أن تدق الساعة لانتهاء مسيرتهم.
وعند الحديث عن الإصابات، لعل أبرز ما يخطر في بال ذاكرة عشاق الكرة هو النجم البرازيلي رونالدو الذي قيل فيه: «تم اختراع كرة القدم من أجل هذا اللاعب الرائع». «إل فينومينو» (الظاهرة) عانى كثيراً من تلاحق الإصابات وتجددها خلال مسيرته الرائعة في اللعبة. ففي عام 1999، أصيب في الركبة، لكنه عاد وشارك مع البرازيل في بطولة «كوبا أميركا». وما إن عاد الى فريقه وقتذاك، إنتر ميلانو الايطالي، حتى تعرض لالتواء في مفصل الركبة، ليعود بعد ذلك في شهر نيسان من العام الذي تلاه. مرةً أخرى، ما لبث أن عاد، دخل أرض الملعب، وسقط سريعاً بعد سبع دقائق فقط، وكانت الصورة واضحة جداً: رونالدو يصرخ من الألم. إرادته القوية ساعدته غير مرّة في العودة والتتويج بالبطولات، أهمها في مونديال 2002، لكنه في النهاية يئس وشكك في إمكانية التعافي بالكامل، إذ لازمته الإصابة كلما لعب مجدداً، فأعلن اعتزاله اللعب.
شبح الإصابة لاحق أيضاً الهداف الهولندي الشهير ماركو فان باستن، إذ بدأ هذا «الفيروس» يفتك بقدميه عام 1986 عندما كان يلعب مع أياكس أمستردام حيث أصيب في كاحله الأيمن ليغيب عن الملاعب لمدة ثلاثة أشهر. وفي عام 1987 مع ميلان الإيطالي أصيب مرة أخرى، لكن في كاحله الأيسر، ليغيب عن الملاعب لمدة ستة أشهر. لم توقفه الإصابات بدايةً، إذ في كل مرة كان ينجح في العودة وتحقيق أرقامٍ ممتازة وألقاب فردية وجماعية. «فان غول» الكرة الهولندية أصرّ على العودة، فعانى من سلسلة إصابات أخرى في كاحله وفي غضروف الركبة، اضطرته إلى إجراء عمليات جراحية عدة كان آخرها في عام 1993، قبل أن يضطر إلى اعتزال كرة القدم في الـ30 من عمره عام 1995.
«أنا لم أُخلق لأكون لاعب كرة القدم». بهذه الكلمات اليائسة قرر الألماني سيباستيان دايسلر الرحيل بيأسٍ عن اللعبة، وهو في الـ27 من العمر. أنهى عقده الأخير مع بايرن ميونيخ، قبل موسمين على موعد انتهائه. يأس دايسلر الذي عانى أساساً من فترات اكتئاب بسبب الاصابة، بدأ مبكراً، إذ تعرض صانع الألعاب والجناح المميز لأول تمزق فـي الرباط الصليبي، في سن التاسعة عشرة. وشرع بعدها في تغيير أندية عدة، فتنقّل بين هيرتا برلين وبوروسيا مونشنغلادباخ وبايرن ميونيخ ثم أصيب عام 2002، لكن هذه المرة كانت الاصابة الأخيرة. لم يعد قادراً أو راغباً في العودة، فرحل عن الملاعب باكراً واستقرّ إلى الأبد في الجحور الحزينة لعيون محبيه.
وللإيطالي روبرتو باجيو حصته أيضاً، إذ طاردته لعنة الاصابات طوال مسيرته منذ عام 1985 عندما كان يبلغ من العمر 18 عاماً الى عام 2002. فترات متقطعة، في بداية مسيرته، ومنتصفها وآخرها. مرةً في الرباط الصليبي ومرتين في غضروف الركبة. أما لاعب ريال مدريد الأرجنتيني الموهوب فرناندو ريدوندو، فقد عانى من إصابة في الرباط الصليبي، في بداية مشواره مع ميلان عام 2000، ثم عاد وتعرض للعنةٍ أخرى أجبرته على الاعتزال عام 2004.
أما الفرنسي الأشهر مع الإصابات، فكان «الأسطورة» جوست فونتان، الذي سجل 13 هدفاً في نهائيات كأس العالم في السويد عام 1958. وتنقل فونتين بين الاتحاد الرياضي المغربي، ونيس وريمس الفرنسيين، محققاً أرقاماً رهيبة في عدد تسجيل الأهداف، لكنه تعرض لإصابة خطيرة بكسر في قصبة الساق، ونجح في العودة، لكن الاصابة عاودته في الاول من كانون الثاني عام 1961 في أول مباراة يخوضها بعد تماثله للشفاء، ضد ليموج البلجيكي. وهنا كانت الصدمة، إذ وضع حدّاً لمسيرته في 5 تموز عام 1962 في الـ27 من العمر، حيث اعترف بمرارة: «كان الأمر مؤسفاً للغاية، لأنني لم أكن قد بلغت ذروة مستواي بعد».