على الطرقات المؤدّية إلى «مطار بيروت الدولي»، تتربّع لوحات إعلانية تودّع المسافرين، وأخرى تستقبل الزائرين، متضمنةً لقطة خروج زين الأتات من البانيو وسط فقاعات الهواء، ليخربنا أنّه «متوافر في الصيدليات». لعلّ خبير الأعشاب كما يعرّف عن نفسه، يُعتبر المنافس الأوّل لإليسا وهيفا وهبي من ناحية الإعلانات القوية واللافتة، وطبعاً حقن البوتوكس التي زيّن وجهه بها.
في السابق، حاول الأتات اتّباع أسلوب البروباغندا العصرية، فغزا الشاشات اللبنانية وسوّق لمنتجاته التي يستخرجها من الطبيعة. أما اليوم، وبعد أن وصدت بعض القنوات الباب في وجهه جرّاء الحملة التي شنّتها وزارة الصحة والقائمون على المحطات، وجد الأتات أن الألقاب هي المتنفّس الوحيد له للعودة إلى الأضواء. لكن خبير الأعشاب يحبّ أن يظهر بشخصية «مسبّع الكارات» التي ترضي غروره، مطبّقاً مقولة «ما حدا أحسن من حدا». قد تُبرّر إطلالات الأتات التلفزيونية بأنّها ضمن الإعلانات المدفوعة، وهي متاحة أمام الجميع، إلا أنّ الطامة الكبرى كانت عندما توّج «سفيراً للنوايا الحسنة» في الرابع عشر من شباط (فبراير) الجاري.
تاريخ لن ينساه خبير الأعشاب أبداً، ليس لأنّه يوم الاحتفال بعيد العشاق أو اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، بل لأنّه وضع على صدره وشاح «السفير» في سهرة أقيمت في إحدى الفنادق البيروتية، وحضرها محمد شاهد أمين خان، رئيس «المنظمة الدولية لحقوق الإنسان» التابعة للأمم المتحدة.
من شدّة فرحه، غرّد الأتات قائلاً: «السفير زين الأتات». يكفي أن تسأله عن أسباب حصوله على اللقب، لتبدأ سلسلة التبريرات التي لا تنتهي، إذ يقول لـ«الأخبار»: «لقد وجدت المنظمة أنّ نشاطاتي الإنسانية لافتة، فطلبت تعييني سفيراً. لا أحبّ أن أعدّد أعمالي الخيرية لكنّني أوزّع المازوت مجاناً على بعض القرى اللبنانية، وأزور بعض مخيمات اللاجئين». لا يكتفي الأتات بهذه الحجج ليبرّر للإعلام الخطوة التي أقدمت عليها المؤسسة الأممية، إنّما يكمل موضحاً بحزم أنّه «لم أشترِ اللقب، وإلا كنت حصلت عليه قبل سنوات. ولم ألهث وراءه، بل أتى إليّ. إنّ اللقب الذي نلته حقيقي ومعترف به. بعض الفنانين يتعرّضون للسرقة جرّاء الألقاب المزوّرة التي يحصلون عليها». وعن الانتقادات التي انطلقت فور تعيينه، يجيب الأتات: «أتقبّلها بكل رحابة صدر، وسأكمل طريقي الخيري. مشاريعي عديدة، ولدي المزيد من المفاجآت المقبلة. أخيراً، دخلت عالم إنتاج الأعمال التلفزيونية عبر مسلسل «دلع البنات» (كتابة محمد صلاح العزب، وإخراج شيرين عادل)، وشاركت في أحد مشاهده». باختصار، لا يُخفي زين الأتات علاقته بعالم الأعشاب، ويقول في إحدى المقابلات إنّه «كنت في الثامنة من عمري حين كان والدي يصطحبني مع أصدقائه إلى الصيد. في حين كان الكبار يصطادون، كنت أمضي الوقت بين الأعشاب: أقطفها من دون أن أدري ما هي فوائدها». لكن قاطف الأعشاب كبر وازدهر، وحوّلها إلى «أدوية متوافرة في الصيدليات».