المنزل على الجبهة


أصيبت سمر بشلل نصفي إثر تعرضها لسكتة دماغية ما جعلها عاجزةً عن العمل، وهي أم لسبعة أطفال، يعاني اثنان منهما من إعاقة عقلية. كما أن زوجها توفي قبل 10 سنوات، وعائلتها هي ضمن الأسر الفقيرة التي تتلقى وجبات يومية توصل إلى بيتهم من المطبخين. وتقول: «يجمع هذا المشروع أشخاصاً من المنطقتين معاً، وهذا أكثر ما أحبّه. النساء يطهين الطعام والرجال يوصلونه. نحن نحتاج للوظائف لإبعاد الرجال من الشوارع والأسلحة».
(سمر باب التبانة، طرابلس)

وجهها المشع رغم كل شيء


تقول هنا: «أشعر وكأني أحد أبنية باب التبانة، الفارق الوحيد أن الرصاص يعتريها، فيما يعتريني الألم والمعاناة». لقد تعلّمت هنا معنى العيش مع الألم، فهي أم لسبعة أطفال عليها أن تطعمهم وأن تعتني بزوجها العاجز، فيما تعاني هي من سرطان الثدي. رغم كل شيء، يشعّ وجهها. لقد اكتشفت في المطبخ أنها طاهية ماهرة وتأمل أن تؤسس «يوماً ما»، تجارةً صغيرةً خاصةً بها.
(هنا- باب التبانة، طرابلس)


الهادئة


ضحى محفوظ أم تربّي أولادها بلا أب، إنها امرأة قليلة الكلام. ببطء رفعت نظرها عن الخضروات التي كانت تغسلها لتحضير «الفتوش»، وقالت بصوت خافت ولكن قويّ: «هذه حياة مختلفة عن تلك التي كنت أعيشها». مسحت يديها بمئزر أزرق عكس بريق عينيها الزرقاوين، لافتةً الانتباه إلى يديها المتعبتين المجعدتين... «هاتان ليستا يديّ، فالحياة لم تكن سهلةً على الناس هنا، هذا واضح».
(ضحى، جبل محسن، طرابلس)



بعد العزلة


بسبب الخوف، احتجزت وفاء حزوري (51 سنة) نفسها داخل منزل في جبل محسن لأشهر. كانت قلقة حيال تأمين لقمة العيش لعائلتها المؤلفة من أربعة أشخاص، فزوجها يعمل سائق أجرة وبالكاد يجني ما يكفي العائلة. ومع اندلاع الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن، انقطع مصدر رزقهم الوحيد. أصيبت وفاء بالاكتئاب جراء قلقها المتواصل على سلامة أولادها، غير أن الوضع قد تغير اليوم، إذ باتت واحدة من النساء اللواتي يعملن طاهيات في مطبخ روّاد في باب التبّانة، وساعدها المشروع في كسر العزلة.
(وفاء، باب التبانة - طرابلس)