على غرار عالم السياسة والمال، نال الوسط الرياضي حصته الوافية من الفضائح الجنسية التي هزّت أركانه، فاعتدنا سماع أخبار من هذا النوع من حينٍ إلى آخر. وفيما يرى كثيرون في جموح بعض الرياضيين نحو هذه التصرفات نتيجة طبيعية لفائض الإمكانات المادية والشهرة الكبيرة اللذين يتمتعون بهما، يرفض آخرون هذه الفكرة من الأساس، ويصرّون على نبذ تصرفاتهم والتنديد بها.
الحقيقة هي أن حياة الشهرة قد تكون بالفعل صعبة على كثير من الرياضيين اليافعين، لما فيها من إغراءات لم يعتادوها خلال نشأتهم في بيئة فقيرة أو متوسطة لم تكن كريمةً جداً معهم. لكن مع هذا، من الضروري وجود خطوط حمر، وبعض من الأمثلة تثبت أن كثيراً من الرياضيين قد فقدوا الإحساس بالخجل.
اسم جون تيري على سبيل المثال، لم يكن اسماً عابراً في فريق تشلسي الإنكليزي، وهو لا يزال أحد لاعبيه الأساسيين حتى يومنا هذا، وقد أصبح الاسم الأول الذي يُذكر عند الحديث عن الفضائح الجنسية. اللاعب الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2012، كان قد خسر شارة قيادة المنتخب الإنكليزي عام 2010 أثناء الاستعداد للذهاب إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في بطولة كأس العالم، وذلك على خلفية إقامته علاقة مع صديقة زميله في المنتخب وفي تشلسي آنذاك واين بريدج. وقد اتُهم تيري على إثرها بالتأثير سلباً على استعدادات المنتخب للمونديال الأفريقي. وما زاد الأمر سوءاً بالنسبة إلى تيري كان تحوّله إلى مادة للسخرية على شبكة «الإنترنت»، حيث تحولت صورته إلى رمز يستخدم في كل مرة يُتطرق فيها إلى موضوع يتعلق بالنساء والفضائح.
نجم بريطاني آخر تورّط في إحدى الفضائح المشابهة هو «أسطورة» نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، الويلزي راين غيغز، الذي خسر معظم احترام جماهير الكرة له عندما انتشر في الإعلام عام 2011 خبر خيانته لزوجته مع زوجة شقيقه، التي ربطته بها علاقة دامت 8 سنوات من دون علم زوجته أو شقيقه. وعلى الرغم من تجنّبه «البهدلة» الإعلامية التي نالها تيري، نال حصته من الذل العلني من والده وشقيقه اللذين وصفاه علناً بالخائن والكاذب.
على صعيد أكثر جدية، شهد عام 2010 أيضاً فضيحة كبرى كان ضحيتها ثلاثي المنتخب الفرنسي فرانك ريبيري وكريم بنزيما وسيدني غوفو، إثر اتهامات لهم بممارسة الجنس مع بائعة هوى قاصر تبلغ من العمر 16 عاماً، وهو ما عرّضهم للمساءلة القانونية مع إمكانية السجن لمدة ثلاث سنوات، وقد استمر التحقيق في القضية حتى مطلع العام الماضي، عندما أُسقطت التهم عن اللاعبين الثلاثة لغياب الأدلة الكافية.
بعيداً من كرة القدم، وجّه رياضي آخر خسر احترام محبيه ومتابعيه عندما ارتبط اسمه بفضيحة جنسية، وهو «أسطورة» الغولف الأولى عالمياً، الأميركي تايغر وودز، الذي حافظ على صورته الإعلامية الناصعة على مدى أكثر من عقد من الزمن، دافعاً بالشركات الكبرى إلى التهافت من أجل إعطائه عقود رعاية، ما جعله من بين الرياضيين الأكثر حصداً للأموال لسنوات عدة، قبل أن تُكشف خيانته لزوجته مع عشرات النساء. هذه الحادثة أدّت إلى طلاقه من زوجته وتركه الغولف لفترة من الزمن، قبل أن يعود إلى مزاولة رياضته المفضّلة بعد الانتهاء من تبعات تلك الفضيحة.
لكن أسطورة الملاكمة مايك تايسون كان من دفع الثمن الأغلى نتيجة لأفعاله، حيث لم تشفع له شهرته العارمة في تجنّب السجن لمدة أربع سنوات جرّاء اغتصابه لفتاة تبلغ الثامنة عشرة من العمر. وقضى حكم المحكمة الأوّلي عام 1992 بسجن تايسون لست سنوات، جرى بعدها تخفيفها إلى أربع. هذه الحادثة شكلت العمل الأكثر طيشاً في حياة تايسون، الذي ارتبط اسمه على مدى سنوات بالأعمال المثيرة للجدل.