■ كيف تقرأ أصداء دورك في «ياسمينا» (كتابة مروان العبد، وإخراج وإنتاج إيلي معلوف)، وخصوصاً أنّ العمل حصد نسبة مشاهدة عالية جداً؟صحيح، المسلسل حصد نسبة مشاهدة واسعة، وشهادتي مجروحة، لذلك لا يحق لي إبداء رأيي. لكنّني تلقيت اتصالاً من ممثل شاركني في العمل ليقول لي إنّه بعد 15 عاماً من العمل في هذه المهنة، للمرّة الأولى يحصد نجاحاً مماثلاً. وأنا أسعى لأكون على قدر محبّة الجمهور في الأدوار التي أقدّمها، ولإعطاء أفضل ما لديّ.

■ لكن هل تشعر بأن دورك كان مفصلياً كممثل؟
لا يمكنني تقييم دوري. وأقول إنّني أعمل بحبّ. مع انطلاق تصوير المسلسل، قلت للجميع إنّ ما سينعكس عليه هو علاقتنا ببعضنا بعضا وكم أردنا أن نقدم الافضل فيه.

■ هل تعتقد أنّ هنالك محبة بين الممثلين اليوم؟
عندما تغيب المحبّة، لن نجد أعمالاً ناجحة.

■ ما هو دورك في «بنت الشهبندر» (كتابة هوزان عكو، وإخراج سيف الدين السبيعي) الذي انتهى تصويره في الرابع من آذار (مارس) الحالي، وماذا عن «علاقات خاصة» (كتابة نور الشيشكلي، وإخراج رشا شربتجي) الذي بدأ عرضه قبل فترة؟
في «بنت الشهبندر»، أجسّد دور الشهبندر والد سلافة معمار. وهي شخصية يهمّها النفوذ وموجودة في مجتمعاتنا، وأطل كرجل معتدل نوعاً ما، تجمعه علاقة بالحاكم والمجتمع في آن معاً. وسيكون للشهبندر علاقة بقصة الحب التي تجمع ابنته بالشقيقين «راغب» (قصي خولي) و«زيد» (قيس الشيخ نجيب)، وبالبيئة المختلطة التي نعيشها وصراعها على النفوذ. وفي مسلسل «علاقات خاصة» مع رشا شربتجي، أؤدي دور صاحب شركة مجوهرات نافذ. الدوران مختلفان جداً. وأود توجيه تحية من خلال «الأخبار» لفريقي عمل المسلسلين، فالإحساس الذي لمسته، يؤكد تفانيهما وتميزهما في سبيل إنجاح العملين.

■ هل يمكن القول إنّ الدورين مفصليان في مسيرتك الفنية كممثل كما كان دورك في «ياسمينا»؟
من المفترض أن يتركا بصمة جيدة.

■ عندما نتكلم عن أعمال مشتركة، يعني ذلك أنّ كلفة الإنتاج تصبح أعلى. وانت وقفت اليوم أمام مخرجين سوريين في العملين المذكورين. كيف يختلف ذلك عن وقوفك أمام عدسة مخرج لبناني؟
لا نريد أن نزيد من الكلام المتداول في السوق. التعاون لطالما كان قائماً بين لبنان وسوريا، لكن مع زيادة القنوات الفضائية والتطوّر التكنولوجي، أخذ التعاون منحى أسرع. وأنا منذ بداياتي في التمثيل في أرشيفي 17 مسلسلاً عربياً مشتركاً. وهذه الأعمال أكثر من تلك التي قدّمتها في لبنان. وعندما تتسع السوق لعملية بيع الأعمال، لا شك في أنّ المنتج يرفع كلفة إنتاجه على عكس الأعمال المحلية التي قد لا تجد إلا شاشة واحدة لتعرض أعمالها عبرها.

لم ألجأ إلى
البوتوكس بعد، لكن
قد أضطر إلى ذلك


■ هل الأجر المرتفع الذي يتقاضاه الممثل اللبناني في الأعمال المشتركة يدفعه إلى الموافقة على أي دور على حساب النوعية؟
من الطبيعي أن يكون الأجر عالياً لأنّ سوق عرض العمل أوسع، لكن على الممثل أن يختار الدور الذي يضيف إلى مسيرته.

■ عرف الممثل السوري قصي خولي نجومية واسعة أخيراً في الدول العربية، بعد تجسيده دور الخديوي إسماعيل في مسلسل «سرايا عابدين». كيف اختلف قصي برأيك، ولا سيّما أنّك مثّلت معه سابقاً؟
قصي إنسان مميّز أصلاً بشخصيته وباحترامه وبتواضعه، وعملنا معاً في مسلسل «شركاء يتقاسمون الخراب» منذ ست سنوات، وجمعتنا صداقة منذ ذلك الوقت. شهادتي به مجروحة. ولا شك في أنّه لو لم يمتلك القدرة على إثبات نفسه كممثل جيد جداً، لما وصل إلى ما هو عليه اليوم.

■ بحكم أنّك تزيده خبرة في مجال التمثيل، نظراً إلى طول مسيرتك، ما الملاحظات التي قد توجهها إليه؟
ربما أمتلك خبرة أطول بسبب سني. وأنا أقول له دائماً أن يعطي أفضل ما لديه من خلال البحث الدائم. فالبحث عن المعرفة في مجال التمثيل لجهة الشخصيات التي نجسدها أمر أساسي ومهم لإنجاح مسيرتنا. وهذه نصيحتي للجميع للنجاح. فالتمثيل ليس مهنة سهلة، وليس كل من يعتقد أنّه ممثل هو كذلك. كي يستطيع الممثل تقديم أعمال مميزة، يجب أن يُنجِز فرضه مسبقاً.

■ ما صحة أنك اضطررت لتسديد ضريبة نسبتها 20 في المئة من قيمة أجرك لتستكمل تصوير المسلسل السوري «الخطايا» (إخراج محمد نصر الله)، بموجب العقد المبرم بينك وبين شركة «ابتسامات للإنتاج»؟
اريد أن أوضح أنّ أحداً لم يوقفني عن العمل، وخصوصاً أنّ هذا الموضوع اتخذ منحى مختلفاً. على كل فنان يقدّم أي عمل خارج بلده أن يسدد ضريبة، لكن ما فاجأني هو نسبة الـ 20 في المئة، فنحن لم نكن ندفع نسباً مرتفعة وكان المنتج هو الذي يسددها.

■ نعرف أنّ نقيب الممثلين اللبنانيين جان قسيس يطالب بمبدأ المعاملة بالمثل، انطلاقاً من أن بعض الممثلين العرب يصوّرون في لبنان من دون تسديد الضريبة المطلوبة منهم، وقدرها 10 في المئة من قيمة أجرهم. هل أنت مع قانون التطبيق بالمثل؟
أرى أنّه يجب إعفاء الممثل في كل العالم العربي من الضرائب، لأنّ ما نقدمه هو للناس. تهتم النقابات في لبنان أخيراً بموضوع صندوق التعاضد وبقانون الاستشفاء. لنا حقوق لدى الدولة. فالفن ليس تجارة وإنّما ما نقدّمه للمجتمعات هو أمور تسلّيها.

■ لكن مهنة صناعة الدراما مهنة تجارية ويملكها أفراد؟
أنا مع الاعفاءات الكاملة في العالم العربي لكل من يعمل في هذا المجال.

■ منذ سنوات وانت تتكلم عن كتابتك لمسرحية «لمّا صرت إنسان». هل انت كسول في الكتابة؟ ولماذا لم تنجزها حتى الآن، في وقت نجد فيه غزارة في الكتابة لدى كلوديا مارشيليان وطارق سويد مثلاً؟
منذ سنتين وحتى اليوم، لا أجد الوقت الكافي لإنجاز كتابة العمل، نظراً لمشاركتي في مسلسلات عدّة. الدراما تستهلك الكثير من الوقت، وأنا أعمل بهدوء وتأنٍّ في الكتابة لأقدّم العمل المسرحي بأفضل شكل.

■ عندما يتقدم الفنان في السنّ ويكسب مزيداً من الخبرة والانتشار، هل تتغيّر نوعية الأدوار التي يختارها؟
في مكان ما نعم. وأنا أحب التنويع، وأغيَّر في اختيارتي في الشكل أحياناً، لكن الأكيد أنّني أبحث عن المضمون المختلف. فتظهر الشخصية التي أجسّدها من خلال الإحساس الذي يمتلكني لدى تأديتها. عندما تكبر نظرة الفنان ومفهومه وخبرته واجتهاده مع الوقت، يصبح أكثر نضجاً، ما يدفعه إلى اختيار الأدوار الأفضل، وتجسيد شخصياته على نحو أفضل، كما يصبح أكبر تأثيراً على الصعيد الفني.


ما زال يدرس
إمكانية المشاركة في مسلسل في أوروبا


■ تتكلم منذ سنوات عن الهجرة نهائياً إلى أوستراليا بهدف تأمين «آخرة»، ولا سيّما أنّ والدتك وُلدت هناك. هل ما زلت مصرّاً على الهجرة بعد التقديمات الصحية التي منحتها وزارة الصحة للمثل اللبناني؟ ونعرف أيضاً أنّك ضمنت نفسك بعمل آخر من خلال مقهى وملهى خاص بك في منطقة الكسليك (قضاء كسروان)؟
يجب أن أسافر لتأمين الحدّ الأدنى من العيش الكريم، ولأسجل نفسي كمواطن سعياً وراء تأمين مستقبلي. ثم إنّ ابني سيتعلم في أوستراليا، وخصوصاً أنّ الاختصاص الذي يريده غير متوافر في لبنان. بعدما أنجزت تصوير «بنت الشهبندر» و«علاقات خاصة»، عليّ أن أقرر ما سأفعله. مفهوم الهجرة لم يعد كالسابق، ففي القِدم كانوا يحتاجون لأشهر في الباخرة للوصول إلى حيث يريدون، أما اليوم فنصل خلال ساعات إلى مختلف أقطار العالم.

■ لماذا لم يرث ابنك مهنة التمثيل منك، وهل تشجعه على خوض هذه التجربة، وهي مهنة الفقراء كما يُقال؟
لا أعرف. هو يتجه نحو اختصاص علم النفس. وأنا أقول إنّ مهنة التمثيل هي مهنة الثراء بمحبة الناس.

■ أي ممثل أو ممثلة من جيل اليوم تتوقع أن يصبح نجماً قريباً؟
أشعر بأنّهم جميعاً يمتلكون المقوّمات لكنهم يحتاجون إلى الاجتهاد. أنا لا أتهرّب من التسمية. لأكون عادلاً، يجب أن أنجز فرضي، لكنني لا أعرفهم جميعاً بسبب عدم امتلاكي للوقت الكافي لمشاهدة كل الأعمال.

■ أي ممثل أو ممثلة لبنانية تحب أن تقف أمامه/ ها؟
جميعهم من دون استثناء. كارول الحاج، ممثلة تغرّد خارج سرب الممثّلات. بساطتها متناهية وهي بعيدة عن التبرج والتجميل ولعبة التواصل الاجتماعي وتلميع صورتها... وأقول إن علاقتنا بعد «ياسمينا» وصلت الى نفس إحساس الابوة والبنوة فيما بيننا. وهي حالة راقية من التعامل.

■ كرجل هل تجذبك المرأة البسيطة المحافظة على جمالها الطبيعي ككارول الحاج، أم الممثلة التي غزا البوتوكس معالم وجهها؟
طبعاً، المرأة الطبيعية.

■ إلى أي مدى يمكن للبوتوكس أن يؤثر سلباً في أداء الممثل لجهة تعابير وجهه التي تُعد أساسية في خدمة الأدوار؟
إنّه مؤثر إلى حد ما، بحسب قدرة أطباء التجميل على حقن البوتوكس بطريقة لا تشوّه عضلات الوجه، وخصوصاً أنّ هذه المادة تسبب شللاً في العضلات، الأمر الذي يُخسر الممثل تعابير وجهه.

■ هل حقنت وجهك كغيرك من الممثلين الشباب؟
لا لم أفعل (ضاحكاً) ربما مع العمر سأضطر، لكن أقول إنّ جمال الإنسان ينبع من نفسه وروحه. وينعكس ذلك على وجهه. فلا وجود لإنسان قبيح إلا في الداخل.

■ ما جديدك؟
سافرت إلى مصر أخيراً ووقّعت عملا مشتركا، وهناك مسلسل في أوروبا ما زال قيد الدراسة حتى الآن، إضافة إلى عملين آخرين، لكن لا يمكن الكشف عنهما قبل تبلورهما.