Pretty Woman بلغت الخامسة والعشرين منذ بضعة أيام. الجميع يذكر الكوميديا الرومانسية التي أخرجها الأميركي غاري مارشال عام 1990 عن سيناريو جاي. أف. لوتون. إدوارد لويس (ريتشارد غير) رجل أعمال وسيم، يلتقط فتاة ليل تُدعى فيفيان وارد (جوليا روبرتس) من الشارع، لترافقه إلى بعض المناسبات والحفلات. هو بارع في الهيمنة على الشركات المفلسة، فيما تبدو هي أحد المتضرّرين من تمدّد هؤلاء. تشتبك نظراته الدافئة مع ضحكتها الآسرة، لتأتي النتيجة المتوقعة.
يقع الاثنان في الحب رغم الفوارق الهائلة بينهما. اليوبيل الفضي ليس وقتاً مناسباً لحشر الشريط في الزاوية النقدية. هذا سينزع عنه كثيراً من بريقه. إنّه أوان الاحتفال بواحد من أكبر نجاحات التسعينيات في شبّاك التذاكر، بما يقارب نصف مليار دولار أميركي.
أخيراً، اجتمع طاقم الفيلم مجدداً في The Today Show على شبكة NBC الأميركية. المخرج مارشال والممثلان هكتور إليزوندو ولورا سان جياكامو، عادوا مع البطلين روبرتس وغير. هذا الأخير كشف أنّه كان متردّداً في قبول الدور. لم يُعجب بالسيناريو الأصلي الذي حمل عنوان «3000»، نسبةً إلى المبلغ الذي تتقاضاه فيفيان لقاء خدماتها. كانت معالجة مظلمة للارتباط بين الطبقة اللامعة ومهنة الدعارة في لوس أنجليس. «لم يكن هناك دور. كان لا شيء. يمكنك وضع بدلة على جدي وإطلاقه ليقوم بالمطلوب». قال غير لمات لور في البرنامج الصباحي الأشهر. هذا كلام لطيف قياساً إلى تصريح سابق له: «الناس يسألونني عنه (الفيلم)، ولكنّي نسيته. كان كوميديا رومانسية سخيفة». النجم الأميركي (1949) غيّر رأيه إثر اتصال هاتفي من غاري مارشال. أخبره أنّه سيحوّل المشروع إلى كوميديا رومانسية بميزانية ضخمة (14 مليون دولار آنذاك). بدورها، مرّرت له روبرتس ورقة صغيرة تحمل كلمات قليلة: «أرجوك، قل نعم». النجمة الأميركية (1967) لم تكن مشهورةً على نطاق واسع في ذلك الحين، على عكس شريكها.
بعد ربع قرن، تكشّفت الكثير من الحقائق عن الشريط. جوليا روبرتس كانت آخر المرشّحات للدور بعد اعتذار عدد من النجمات أو عدم تفرّغهنّ، منهنّ مولي رينغوالد وكيم بايسنغر. حتى ريتشارد غير لم يكن الخيار الأوّل. كان مارشال راغباً في جمع ميشال فايفر وآل باتشينو، إلا أنّ «مايكل كوروليوني» اعتذر عن عدم لعب الدور. المفارقة أنّ اللقاء تحقق بعد عام في نجاح رومانسي آخر لغاري مارشال هو «فرانكي وجوني». الرجل ماهر في صنع هذا النوع. في «امرأة جميلة»، لاحظ الكيمياء والتناغم بين بطليه، فأنجز التحوّل الكبير.
الدراما المظلمة صارت قصّة حبّ خيالية بين نسخة «للكبار فقط» من سندريلا وأمير معاصر (إنتاج ديزني أيضاً)، بين فتاة ليل تمتلك قلباً من ذهب و«جنتلمان» يضرب في العمل من دون رحمة. عنوان أغنية روي أوربسون الشهيرة Oh, Pretty Woman أكمل ضمان الاكتساح العالمي. في الاكتشافات الجديدة أيضاً، سيخيب ظنّ المعجبين بساقي جوليا روبرتس في بعض المشاهد وجسدها على البوستر. كلاهما عائدان لبديلتها شيلي مايكل. كانت روبرتس متوترةً أثناء المشاهد الساخنة. وريد جبهتها برز بشدّة، فاحتاج إلى تدليك من ريتشارد غير وغاري مارشال. نفسها أصابع المخرج التي دغدغت قدمها لتضحك بشدّة على إحدى حلقات I Love Lucy في المشهد الشهير.
طبعاً، لم ينجُ الفيلم من اقتباس عربي بائس. شريف شعبان حقق نسخة مصرية بعنوان «الجينز» (1994) من بطولة فاروق الفيشاوي وجالا فهمي. لا يُنصح بالمقارنة بين الشريطين، لأنّها تسبّب كثيراً من الأمراض المزعجة!