الأخوان فتال، صابر وعماد الملقب بـ«تيتو». لاعبان يعتبران من الجيل الذهبي لنادي النجمة رغم عدم إحرازهما لقب الدوري. حينها كانت المدرجات تمتلئ بالجمهور الذي غالباً ما هتف للكابتن صابر صخرة الدفاع وقائد الفريق في فترة التسعينيات. صابر مازال يعيش في لبنان، أما «تيتو» فمقيم في أوستراليا منذ سنوات.
عام 1994 قرر قائد فريق النجمة صابر فتال خلع قميص النادي واعتزال كرة القدم. حينها أبلغ ادارة النادي أنه لم يعد يلعب كرة القدم. أما السبب فهو الهتافات السياسية والطائفية التي بدأت تظهر على مدرجات النجمة. وجود آل فتال لم ينحصر بصابر فقط، فشقيقه عماد أيضاً ارتدى قميص النادي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحارس وحيد فتال. عام 94 كان موعد نهاية علاقة الكابتن صابر مع الكرة اللبنانية، فهو لم يكمل طريقه كمدرب بل ابتعد كلياً عن «الفوتبول وهذا أمر أندم عليه. إذ كان يجب أن أبقى في هذا المجال» يقول فتال لـ «الأخبار». هو حالياً يعمل في «مدينة المفروشات»، وللصدفة فهي مملوكة من نائب رئيس النجمة الحالي صلاح عسيران.

منطقة الجناح كانت المكان الذي انطلق منه صابر فتال المولود في بيروت في 17/5/1965، حيث بدأ مزاولة كرة القدم بعمر صغير وكان يلعب مع رفاق الحي حسن حلال ومحمد خير الدين والصبوري، وهم كانوا يلعبون ضد فريق النجمة مع فريق المدرب «الكويّس»، الذي عاد واختار فتال وحلال (الذي هو ابن أخت فتال) وأحمد كريم في أواخر السبعينيات حيث وقّع على كشوف فريق النجمة مقابل حذاء رياضي. فحينها لم يكن اللاعبون يسألون عن المال بل يوقعون مع الفريق الذي يحبه الوالد، والذي كان يحب فريق النجمة.
الشقيق الأصغر عماد فتال أيضاً انضم الى النجمة لكن عمره مع الفريق لم يدم طويلاً. فرصة «تيتو» جاءت بعد سفر الظهير الأيسر زياد شهاب، حيث جرى ترفيع عماد فتال من فريق الشباب الى الفريق الأول. لقبه جاء من المسلسلات المكسيكية التي كانت رائجة في التسعينيات خصوصاً أنه يشبه الممثل «اليخاندرو»، لكنه اكتسب لقب «تيتو» وهو متأهل من سيدة لبنانية - أوسترالية ويعيش هناك منذ 8 سنوات.
الكابتن صابر مرّ بظروف اقتصادية صعبة حيث اضطر للعمل كحارس قبل أن يجد فرصة عمل في «مدينة المفروشات». ما زال عشقه لنادي النجمة كبيراً، رغم عتبه على بعض الأشخاص في النادي الذين لم يحافظوا على الجيل القديم «فأنا تسلمت الفريق كقائد له بعد حسن عبود والإشكال الشهير الذي حصل بينه وبين النادي». لكنه يتمنى أن يلعب ولديه محمد (15 سنة) وعلي (8 سنوات) مع النجمة، وهما يتمتعان بموهبة كبيرة، اضافة الى ثلاث بنات هن آية وأمينة وريّان.
واللافت أن فتال يرغب بممارسة ولديه لعبة كرة القدم بعكس قسم كبير من جيله يمانع بأن يسير أولادهم على خطاهم نتيجة الوضع السيئ الذي يعيشونه اقتصادياً.
ما زال فتال يتابع كرة القدم اللبنانية، لكنه مستاء من تراجع المستوى بشكل كبير، «فمباراة نجمة ـ أنصار لا تشبه أيامنا حين كانت المدرجات تمتلئ بالكامل». ويعيد قائد النجمة الأسبق السبب الى دخول السياسية التي أفسدت كرة القدم، فأصبح كل فريق مسيّس وجمهوره يهتف للجهة التي ينتمي اليها أو للاطراف التي يميل اليها الجمهور.
يفكّر فتال طويلاً حين تسأله عن لاعبين لفتوا نظره قبل أن يجيب بأن العهد يملك لاعبين مميزين كعباس عطوي «أونيكا» وهيثم فاعور وحسين عواضة. أما على الصعيد العالمي، فيشجع فتال فريق بايرن ميونيخ بالدرجة الأولى ومن ثم ريال مدريد، وبالنسبة إلى المنتخبات فيؤكّد فتال أن منتخب البرازيل هو المفضّل لديه، «فلطالما شبّه الناس لعب النجمة بالبرازيل».
حين تسأله عن المباراة التي ما زالت عالقة في ذاكرته وتعتبر الأحب اليه يجيب سريعاً لقاء النجمة والأنصار في 10 كانون الثاني عام 1993 حين فاز النجمة 2 - 1 على ملعب برج حمود. فهذا اللقاء الشهير كان الأول الذي يفوز به النجمة على الأنصار منذ فترة طويلة. ورغم طول الزمن الذي قضاه فتال مع النجمة، إلا أنه لم يحرز ألقاباً رسمية سوى كأس لبنان عام 1987 اضافة الى ألقاب في دورتي 16 آذار والأضحى ودورة الإمام موسى الصدر. لكن لا شك لو أن الظروف الكروية كانت طبيعية في الفترة التي لعب فيها فتال مع النجمة، لكان سجله يتضمن بطولة الدوري لأكثر من مرة.