قد تدخل السياسة في كل شيء، صحيح. لكن الأكيد أن السياسة ليست كل شيء... وفي لبنان، على صغره، لا يزال هناك فضاء خارج تلك «اللوثة». في لبنان، يوجد «فوزي شحرور» الذي قُتل على رصيف «النظام العشوائي»! أليس هو بلد التناقضات؟ في لبنان لا تزال ثقافة «المونة» حاضرة، لم تنقرض، وإن أصبحت «خالصة». كوكبا، بلدة نزح عنها أهلها، ثم عادوا بألوانهم، ثم غادروا...
وهكذا يستمر «نزف الأطراف». المطاحن في غزير لا تزال تعمل، برغل الجنوب لا يزال يُنتج، ومتى استغنى اللبناني عن «الكبّة» و»الفراكة»؟ وهذا البقاع بمكدوسه و»القاورما» الصامدة في وجه «الفاست فود». ماذا نعرف عن الباذنجان وملكاته وحكاياته المدسوسة في التراب؟ أما عكّار، فتحية من عبد الفتّاح إلى فلسطين، ذكريات الشباب وحنين العمر، وذاك قلبه جسر من الشمال إلى أهل الجنوب. هنا صيدا، زياد الرحباني يجمع تناقضاتها، المتأجّجة حديثاً، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وإلى معروف سعد وبحرها تحيّة. تلك حكايات من بلدي