في المعتقدات المتوارثة، يرتبط موسم الباذنجان بتساقط شعر الرأس لتزامنه مع «تغيير الطقس» بالانتقال من الصيف إلى الخريف. لكن ارتباطه لا ينحصر بالشعر، بل يلتصق بالسفرة القروية، طبخاً أو تحلاية، من المتبل والسلطات إلى الباذنجان المحشي والمقلي والمقلوبة. لكن للمكدوس رواية أخرى.
الباذنجانة المحشوة بالفلفل الحار والثوم والجوز والمغطسة بالزيت في مرطبان، تشكل طبقاً متوارثاً في السفرة الجنوبية. التمسك بالباذنجان مكدوساً أو تطويع مراراته وتحويلها إلى مربى، حوله إلى استثمار مربح طور حياة الكثير من النساء في القرى النائية حيث السهول المترامية من الزهراني وصور إلى الخيام ومرجعيون. المرطبان البلدي الذي لا يقل سعره عن عشرين ألف ليرة، جعل منهن سيدات الباذنجان يتسابقن لنيل المذاق الأطيب وضمان تماسك الباذنجانة وعدم انفراطها. فهل من مبادر لإعلان عيد للباذنجان وتتويج ملكته؟