في حديثه مع «الأخبار»، يرى حسني أنّ البرنامج يحقق حالياً «نجاحاً تراكمياً»، فالجمهور الذي عاد إلى متابعته بكثافة، بات يبحث عمّا فاته من حلقات، معتبراً أنّ النجاح الكبير لحلقة «نصائح المقبلين على الزواج» بمثابة تأكيد لحاجة الجمهور إلى الضحك الذي يلامس مشكلاتهم الاجتماعية اليومية، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أنّ السياسة موجودة في التفاصيل، حتى لو ابتعد عن الإشارة إليها مباشرةً، كما حصل في إحدى حلقات الشهر الماضي التي تضمّنت إعلان «غسيلك أحلى مع مسحوق غسيل داعك» (في إشارة إلى«داعش»).
علماً بأنّه ركّز على السياسة في الموسم الأوّل الذي تمحور حول الانتخابات الرئاسية. ويوضح حسني أنّه قدّم شخصيتي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمرشّح السابق للرئاسة حمدين صباحي وغيرهما على طريقته الخاصة بالاعتماد على النقد من دون إهانة وتجريح. واليوم هو ليس ممنوعاً من تقديم سخرية سياسية، لكن الأمر مرتبط بـ«التنويع الذي يحتاجه الجمهور».
مسألة أثبتها نجاح الحلقات الأخيرة التي تقوم على فريق عمل متكامل، فلا يوجد نجم يحقق نجاحاً منفرداً في هذه المرحلة.



لكن ماذا عن استفادته من غياب الإعلامي الساخر باسم يوسف عن الشاشة. قال المونولوجيست المصري إنه منذ البداية لم يكن بديلاً للجرّاح المصري السابق، لأنّ شخصية «سيّد أبو حفيظة» موجودة منذ عام 2009، أي بعد خمس سنوات من انخراطه في العمل الإذاعي عبر راديو «نجوم أف. أم.»، لكنه يعذر من ظن أنّ mbc استعانت به لهذا السبب. ويضيف أنّه شخصياً عانى من هجوم غير مبرّر عليه من جمهور باسم يوسف الذي «أقدّره وأتابعه على اعتباره من اللاعبين المهمين في سوق الإعلام العربي أخيراً. وأتمنى عودته وزيادة البرامج الكوميدية على كل القنوات لأنّ المنافسة من مصلحة الجمهور ولا يوجد «طعم» للعب المنفرد كما يحدث حالياً».



يرفض «أبو حفيظة» الانتقادات الموجهة إليه لأنّه لم يعلن مسبقاً عن عمله في صفوف الشرطة التي تركها رسمياً عام 2006: «دخلت المجال الإذاعي عام 2004 عبر مسابقة جماهيرية رافضاً الكشف وقتها عن مهنتي الأصلية حتى لا أتهم بأنّني نجحت بسبب الواسطة». ويتابع بالقول إنه «عندما أردت الكشف عن الموضوع أخيراً لأعطي نموذجاً لكل موهوب حول أهمية السير في الطريق الأنسب له، فوجئت بأنّ هناك من استغل هذا الإعلان سياسياً».
في هذا السياق، يتمنّى أكرم حسني أن يشفى المصريون سريعاً من حمّى التصنيف. وفيما يستمر عقده مع «mbc مصر» حتى أيار (مايو) المقبل، يشيد بالإمكانات التي حصل عليها من قبل القناة السعودية التي وفّرت له مناخاً «يحوّل كل الأفكار الإبداعية إلى منتج تلفزيوني جذاب»، متوقعاً تجديد التعاقد إذا استمرت حالة التفاهم بين الطرفين.



في الوقت نفسه، ينتظر «أبو حفيظة» العودة من جديد إلى بيته الأوّل أي «نجوم أف. أم.» (الإذاعة الخاصة الوحيدة في مصر)، لكن بفكرة مميّزة هذه المرّة، بعدما قدّم على مدى عشر سنوات العديد من الأفكار الأسبوعية واليومية من كل المجالات. أما في ما يتعلّق بالتمثيل، فسيظل مشروعاً مؤجلاً حتى يجد نصاً سينمائياً أو تلفزيونياً يناسب شخصية «أبو حفيظة» التي صنعت شهرته. لكن رغم ذلك، يبدو حسني مصمماً على التجديد كل فترة، وتقديم شخصيات أخرى كما حصل عام 2013 في برنامج «وسيم هدهد» على شاشة «دريم 2».