يتأخر مزارعو الكورة عادة في قطاف الزيتون، لذا لا يمكن الحديث عن حجم الموسم «ولكنه يبدو ضئيلاً نسبة إلى الأعوام السابقة، إذ فقد معظمه نتيجة الظروف المناخية التي مرّت في الربيع أثناء فترة الإزهار»، كما يقول رئيس جمعية مزارعي الزيتون في الكورة جورج قسطنطين العيناتي. وفي انتظار القطاف، يحرص العيناتي على التذكير بما يسميه «تهديدات مصيرية» تواجه سهل الكورة، أوّلها «مرض عين الطاووس الفطري الذي قضى على قسم كبير من الموسم».

وكان مزارعو الكورة توجهوا، مع وزراة الزراعة، بطلب تكليف الهيئة العليا للإغاثة بإجراء عمليات مكافحة للمرض، و«ننتظر أن تبادر وزارة المالية إلى رصد الموازنة الكافية للهيئة حتى تتمكن من إجراء عملية المكافحة المطلوبة». ويذكر قسطنطين أن مرض عين الطاووس استفحل «بسبب هجوم جرافات مصانع الأسمنت في شكا، التي تحفر مقالع التراب الأحمر في الجهة الشرقية من السهل».
التهديد الثاني يتعلّق بالسماح باستيراد الزيت المتدني الجودة والمواصفات والثمن إلى بلد الزيت الطبيعي والدوائي. «وكان من نتائج هذه السياسة عدم تمكن المزارعين من بيع زيتهم بشكل لائق فأجبروا على بيع أراضيهم فاستفاد سماسرة العقارات والبناء». ويصف قسطنطين هذه السياسة بتشريع الغش، إذ الزيت الذي يشتريه المستهلك مكتوب عليه «زيت الزيتون»، علماً بأنه مخلوط بزيت مكرّر. لذا «يجب على مؤسسة ليبنور أن تلتزم برأي وزراء الزراعة والصناعة والصحة العامة ورأي الاتحاد العام للجمعيات التعاونية واتحاد بلديات الكورة واتحاد بلديات حاصبيا، الذين وجّهوا جميعاً رسائل تطالب بتغيير تسمية هذا الزيت التجاري الصناعي ليصبح زيت خليط، كما فعلت فلسطين وجميع دول الخليج».