القاهرة | لا أحد يذكر المرّة الأخيرة التي ظهر فيها أي من شباب مجموعات الـ«ألتراس» على الفضائيات المصرية، سواء الرسمية أو الخاصة، ليتحدث عن التهم الموجهة لهم، أقلّها «التهوّر والتخريب». وأخيراً، زاد بعض مقدمي برامج الـ«توك شو» تهمة ارتباطهم بالإخوان المسلمين، التهمة السائدة الآن في مصر، إضافة إلى «الإرهاب» طبعاً!
الحقيقة أن تلك التهم تطاول شباب الـ«ألتراس» طوال الوقت، غير أنّها زادت كثيراً في الفترة الأخيرة على خلفية الخلاف مع المستشار مرتضى منصور (الصورة)، رئيس نادي الزمالك، أحد أكبر الأندية الرياضية المصرية.
الخلاف واضح للجميع، لكن في الخفاء هناك خلاف كبير بين الدولة بكل أنظمتها الأمنية وبين تلك المجموعات التي تحمل أفكاراً لا تطيقها تلك المؤسسات، ولا تتحمل انتشارها بين الشباب، خصوصاً أنّها تعرف أنّ هؤلاء الشباب هم وقود التظاهرات التي تقلقهم في الجامعة. لذلك، تصبح شيطنة وتشويه روابط الـ«ألتراس» أمرين ملحَيْن، وهدفَين استراتيجيين.
لكن من يفعل ذلك؟ تحتاج الدولة إلى رجل يكون رئيس ناد رياضي، ليكون ذا صفة، ومحامياً يستطيع أن يحيك التهم ويضبطها ويفصّلها على مقاس هؤلاء الشباب. وحبّذا لو كان شخصاً سليط اللسان. فلم يكن هناك أفضل من مرتضى منصور ليخوض المعركة نيابة عن الدولة التي أعطت الضوء الأخضر لوسائل الإعلام الرسمية والخاصة لمساندته.
إنّها حرب قذرة بكل صوَرها، استخدم فيها مرتضى علاقاته ببعض الإعلاميين ومقدّمي البرامج الذين ظهر في برامجهم، مطلقاً الكثير من الاتهامات، أقلّها أنّ الـ«ألتراس» هم «الجناح الإجرامي للإخوان المسلمين. ومكانهم السجن، وليس المدرّجات».
ولمن لا يعرف، فمرتضى منصور كان متهماً بالتحريض على الهجوم على الثوار في بداية ثورة يناير، المعروف إعلامياً بـ«موقعة الجمل». هرب بعد صدور حكم بسجنه، قبل أن يعود بعد حصوله على البراءة على خلفية «أخطاء إجرائية في المحاكمة». ومنذ فوزه برئاسة مجلس إدارة نادي الزمالك في آذار (مارس) الماضي، بدأت معاركه ضد روابط الـ«ألترس» ولم تنته.
لم يترك مرتضى قناة ولا برنامجاً إلا وحاول الظهور عبره لسبّ الـ«ألتراس» واتهامهم بقضايا ينظر فيها القضاء حالياً تتعلق بالـ«اعتداء» عليه شخصياً، خصوصاً الروابط المشجعة لنادي الزمالك.
القنوات التي أعطت مرتضى ساعات، لم تفسح أي مجال أمام الـ«ألتراس» للدفاع عن أنفسهم، لا بل راح بعض المذيعين يشاركون في الهجوم عليهم.
الـ«ألتراس» يرفضون الإعلام بشكل عام، لكن في هذا الوقت تحديداً كان ظهورهم مهماً لإيضاح الصورة. أحد المعدّين في قناة فضائية مصرية قال لـ«الأخبار» إنّ هناك قراراً شفهياً «بعدم استضافة أي عضو من الـ«ألتراس» إلى أي نادٍ انتمى، حتى لو كان سيتحدّث عن أمور رياضية».
مجموعة «الوايت نايتس» (ألتراس زملكاوي)، أصدرت أخيراً بياناً ردّت فيه على الحملة التي استهدفتهم، مؤكدة أنّهم مثل كل الشباب لهم حياتهم الخاصة، ولا يقبلون الإهانة و«كأنّنا في دولة فقدت كل أخلاقها وقيمها!». وأضاف البيان أنّه «إذا كنتم تصرّون على أن تعاملوا الناس وكأنهم بلا قيمة، فلا تنتظروا منا رد فعل مختلف. لأنّ بعض الجهل لا يمكن ردعه إلا بالجهل».
واستشهد البيان بمجموعة من الجمل التي استخدمها منصور لإهانة الـ«ألتراس» على الشاشات مثل أنّهم «عيال أهاليها متربوش ومربوهومش وأنا هربيهم»، و«اللي هيجي نادي الزمالك هقلّعه ملط وأعلقه على باب النادي»، إضافة إلى «هيتقبض عليهم وهمّا عارفين العصاية بتتحط فين»...