يطوي «مخفر حبيش» صفحة طويلة من حكاياته، مع قرار الدولة الأخير تغيير اسمه إلى ما كان عليه قبل 59 عاماً: «فصيلة رأس بيروت». لكن أيّ جيل يا ترى سيحفظ اسمه الجديد هذا؟ ومن هو القادر على محو «شبح» المخفر الشهير من الذاكرة؟
قرار الدولة يحاول أن يمحو صيتاً صنعته شهادات الموقوفين وتقارير المدافعين عن حقوق الإنسان، وذكريات الأمنيين الذين مرّوا به. صيت سيرافقه طويلاً قبل أن تنجح «الإدارة الجديدة» في تغيير الصورة. تماماً كما تنجح نوادي «السياحة البيئية» في إعادة صورة لبنان «الأخضر الحلو» إلى أذهان اللبنانيين وغيرهم من الأجانب الذين يستمتعون بهذه الرحلات. العائدون من مغامرات المشي في الطبيعة الأسبوعية يخبروننا عن لبنان لم نعرفه إلا في أغاني «الرحابنة». عن بلد لا يكره أبناؤه بعضهم بعضاً، ولا يسخرون فيه من تقاليد وعادات يتعرّفون إليها للمرة الأولى كما يتعرّفون إلى عادات أجانب في بلادهم البعيدة. في تلك البلاد، تعيش الجاليات اللبنانية، تتعلّم وتعلّم وتصنع لها بلداً كما في ساحل العاج.