القنصل الفخري لجمهورية ساحل العاج في لبنان هو اللبناني رضا خليفة. الأخير نال الجنسية الإيفوارية بالوراثة عن والده مصطفى الذي كان مستشاراً في سفارة ساحل العاج في بيروت من عام 1973 حتى إقفالها عام 1998 بسبب الاضطرابات الأمنية. بعد ثلاث سنوات، عُيّن والده قنصلاً فخرياً حتى عام 2002، عندما انتقلت المهمات إلى نجله رضا. علاقة العائلة بالكوت دي فوار، تشكل نموذجاً لاندماج اللبنانيين فيها منذ توافدهم إليها قبل أكثر من مئة عام.
فور استقلالها عام 1960، تبادلت الحكومتان التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفارات. في غيابه، كان خليفة يتابع شؤون جالية عاجية في لبنان يقدر حجمها ما بين 600 الى 800 شخص.
لا توازي حجم الجالية اللبنانية في ساحل العاج التي تقدر بحوالى 35 ألفاً، لكن معظمهم مسجل في الدائرة القنصلية. بحسب خليفة، معظم أفراد الجالية هم من النساء اللواتي يعملن في المساعدة المنزلية. فيما تحضر كثيرات منهن مع عائلات لبنانية تعمل لديها، منهن من يعدن معها بعد انتهاء العطلة ومنهن من يقرر رب عملها أن تبقى في البيت الذي يملكه أو مع أقرباء له.
يأسف خليفة لـ«ضروب» سيئة وصمت العلاقات اللبنانية العاجية، قامت بها مافيات لبنانية وعاجية في إطار الإتجار بالبشر. أبرزها عام 2010، عندما تم جلب 300 سيدة عاجية إلى لبنان بالتعاون مع عدد من مكاتب الخدمة المنزلية، وجرى إجبارهنّ على العمل في البيوت وفق معايير لا إنسانية. بحسب خليفة، تعاونت القنصلية مع الأمن العام ووزارة الخارجية وفعاليات الجالية اللبنانية في ساحل العاج لإعادتهن إلى بلادهن. ولضمان حماية العاجيين والعاجيات من الاستغلال، فرضت السفارة اللبنانية إجراءات مشدّدة للسماح لهم بالسفر إلى لبنان. في ساحل العاج أو لبنان، في حال رغب أحدهم أو رب عمله باستصدار إقامة عمل له، يحوّل ملفه إلى الأمن العام اللبناني الذي يحولها بدوره إلى القنصلية الفخرية العاجية التي باتت ترفض الطلب. زيارة رئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان إلى ساحل العاج في آذار من عام 2013، أثمرت إعادة تعيين سفير إيفواري جديد حضر إلى لبنان وقدم أوراق اعتماده. وينتظر أن تفتتح السفارة رسمياً في الأسابيع المقبلة بعد شراء مقر جديد ساهمت غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في ساحل العاج بـ160 ألف دولار أميركي من نفقاته.