يشكل المبنى، الذي تقع فيه السفارة اللبنانية في منطقة بلاتوه في عاصمة ساحل العاج، جزءاً من امبراطورية العقارات التي يملكها اللبناني الصيداوي صخر فخري، في الطبقة الأرضية محال ثياب ومكاتب أصحابها لبنانيون أيضاً. المنطقة ذاتها المعروفة بـCOMMERCE كانت مركز اللبنانيين السكني والمهني مع بدء ازدهار أعمالهم في خمسينيات القرن الماضي. هناك، لا يزالون يملكون شققاً ومكاتب ومتاجر. لكن ذاك الانتشار اللبناني يضيق في الطبقة الخامسة من المبنى. مقرّ سفارة بلادهم عبارة عن شقة صغيرة من المفترض أن الآلاف من أفراد الجالية يقصدونها لتخليص معاملاتهم. في الصالة الصغيرة حيث ينتظر الزوّار، تنبعث رائحة الدهان. يخبرنا أحد الحراس أن ورشة تأهيلها قد أنجزت للتوّ بعدما أطلقها رئيس البعثة الحالي القائم بالأعمال أحمد سويدان قبل أشهر. الأخير يرعى لمناسبة عيد الاستقلال اللبناني نهاية الشهر الجاري، حفل افتتاحها. علماً بأن الشقة اشتراها عدد من فعاليات الجالية وقدمتها للدولة اللبنانية عام 1989 في عهد السفير ميشال سلامة.
الصالة توصلنا إلى مكاتب منجزة حديثاً، لاستقبال المعاملات وأخرى لحفظها وفق نظام المكننة وضعه سويدان في الخدمة أخيراً. تخبرنا سكرتيرة السفارة آمال مكي بأن أجهزة الحاسوب دخلت إلى السفارة للمرة الأولى عام 2004. قبل ذلك، كانت آلة «الدكتيلو» سيدة الموقف.
القنصل رودي قزي أطلق للمرة الأولى عملية ترقيم ملفات أفراد الجالية المسجلين في السفارة. توقفت العملية بعد مغادرته عام 2008. في حديث لـ«الأخبار»، لفت المدير العام للمغتربين هيثم جمعة إلى أن سويدان أطلق خلال العام الماضي أول عملية إحصاء للبنانيين بين السفارات في العالم.
أطلقت أول
عملية إحصاء للبنانيين بين السفارات في العالم
تجربة «أثبتت نجاحها ونعمل على تعميمها في باقي السفارات» قال جمعة. فكيف كان الحال؟ تشير مكي إلى استحداث نظام مكّن الموظفين من إدخال بيانات المسجلين في السفارة وعناوينهم وأرقامهم الهاتفية وفئات دمهم.... أخيراً بات لزاماً على كل من يطلب إنجاز معاملة أن يسجّل اسمه ضمن قيود السفارة مع كامل بياناته. هذا الإجراء رفع عدد المسجلين من شباط الفائت حتى الآن، إلى 12881 شخصاً من أصل حوالى 35 ألفاً. ما يطرح تساؤلات عن سبب إحجام هؤلاء عن التسجيل في السفارة؟
مكننة البيانات ساهمت بسرعة التواصل بين السفارة وأفراد الجالية لا سيما للتحرك لدى حدوث طارئ مع أحد اللبنانيين أو اضطرابات أمنية تستدعي تدخلها. الخدمة الجديدة التي باتت توفرها السفارة حديثاً، ملخص للوضع السياسي والاقتصادي للجالية اللبنانية يصلهم بشكل أسبوعي على وسائل التواصل الاجتماعي أو الإلكتروني.
ورشة تأهيل السفارة تمت على نفقة غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في ساحل العاج. أما الموظفون فهم موظف واحد وسبع موظفات كانوا يقبضون أجوراً أقرّت عام 1982 قبل أن تزاد بنسبة 30 في المئة عام 2011.