كثيرة هي اسماء الوافدين الجدد الذين قدّمتهم بطولة لبنان لكرة السلة طوال المواسم الاخيرة. اسماء هي ضرورية في مرحلة بدأت تحسب فيها الاندية ألف حساب لمصاريفها. وهي مرحلة يفترض ان تكون انتقالية بعد وصول عددٍ كبير من نجوم الجيل السابق الى خريف العمر في مسيرتهم السلّوية، وبالتالي هناك ضرورة لاستلام مجموعة شابة للشعلة والسير بها على غرار ما فعل اولئك النجوم السابقون الذين طبعوا اللعبة بطابعهم الخاص وحملوا منتخبها الى اهم ساحة دولية عبر التأهل الى نهائيات كأس العالم.
وقد يكون متوقّعاً وغير مفاجئ تقديم الاندية لمواهب رفيعة المستوى، وخصوصاً في ظل النمو الذي عرفته اللعبة على نحو مطّرد، ولو ان هؤلاء الصغار لا يملكون الاحتكاك الكبير بسبب غياب بطولات الفئات العمرية، لكن هذه المسألة تعكس امراً قد يكون فيه نوع من الايجابية، وهو سعي هؤلاء الصغار بكل ما يملكون من موهبة لتثبيت اقدامهم بين الكبار وحجز اماكنهم في تشكيلات فرقهم عبر الفرصة الاستثنائية المعطاة لهم.
وهذا الامر كان بالامكان لمسه من خلال ما قدّمه النجم الصاعد في الرياضي وائل عرقجي، الذي يقال انه من نوعية اللاعبين الذين يأتون مرة كل 10 سنوات على الاقل، وذلك بفعل الثقة الكبيرة بالنفس التي يملكها، اضافةً الى ميزاته الفنية وتحرره سريعاً من الخوف الذي يختزن عادةً قلوب الصغار في تجربتهم الاولى تحت الاضواء. عرقجي تخطى كل هذا في الموسم الماضي مع بطل لبنان، وبرهن انه من طينة صانعي الالعاب الحاسمين، وانسحب هذا الامر على ادائه في دورة حسام الدين الحريري حيث كان عنصراً فعالاً في تشكيلة المدرب السلوفيني سلوبودان سوبوتيتش.
وفي وقتٍ لم يعطِ فيه سوبوتيتش هذا فرصة مماثلة الى ناشئ آخر هو عزت قيسي (1.86 م، مواليد 1995)، اختار الاخير الانتقال الى التضامن الزوق للبحث عن نفسه. وقيسي يملك امكانات مهمة ابرزها دقّته في التصويب، وقد برهن هذا الامر عندما مثّل منتخب لبنان للاعبين دون 16 سنة قبل عامين، وفي الدقائق التي شارك فيها مع ابناء المنارة في الموسم الماضي. ويبدو قيسي جاهزاً لأداء دورٍ مؤثرٍ مع الفريق الكسرواني، وذلك انطلاقاً ممّا قدّمه في «الدوري الصيفي».
هومنتمن ايضاً يملك لاعبين ناشئين يمكنهم ان يمثلوا مفاجأة سارّة في الموسم الجديد، ومنهم «الكلاسيكي» مارك كورجيان، الذي يتميّز بالتصويب، وعلى نحو اكبر بقدراته الدفاعية. لذا يتوقع ان يتحوّل كورجيان اساسياً في صفوف الفريق البرتقالي، بعدما كسب ثقة كبيرة من خلال دوره الفعال في الموسم الماضي.
وفي هومنتمن هناك اسم منتظر هو جيمي سالم، الذي لم يتمكن من تقديم كل ما لديه في الدرجة الاولى حتى الآن. لاعبٌ لم يتجاوز التاسعة عشرة من العمر، لكن يمكنه انهاء اي هجمة، وتحديداً من المسافة المتوسطة حيث يبرع في التصويب.
وعند الحديث عن التصويب ودقته، لا يمكن سوى التوقف عند واحدٍ من ابرز المواهب الناشئة على هذا الصعيد. وهنا الكلام عن اللاعب الرقم 9 في عمشيت الموسم الماضي، ايلي شمعون، الذي انتقل الى الشانفيل، بعد موسمٍ رائع مع الفريق الجبيلي حيث كانت نسبته عالية بالتصويب من خارج القوس بعدما بلغت 50%. وصحيح ان شمعون البالغ من العمر 20 سنة، سبق ان اثبت نفسه في الدرجة الأولى، لكنه يبقى قادراً على تقديم المزيد ولفت الانظار اليه على انه سيكون احد الاعمدة الاساسية في اي منتخبٍ يجري تشكيله مستقبلاً.
وباعتماد الشانفيل على عناصر شابة كثيرة في الموسم الجديد، يطفو اسم جاد خليل ايضاً، الذي بلغ الثامنة عشرة، وهو من صانعي الالعاب الاذكياء جداً، بحيث يعرف كيفية التصرف بالكرة، وسيمثل اضافةً قوية من على مقاعد بدلاء الفريق المتني، حيث يبرز ايضاً اسم ايلي غالب، فيما قد يعطي الموسم فرصة لمنصور خويري في الحكمة وطارق مرعبي في المتحد طرابلس.