كثيرة هي الأسماء الكبيرة التي كتبت كلمة أخيرة هي كلمة الوداع قبل أن تطوي سنة 2014 فصلها الأخير. حصة الأسد من الاعتزالات كانت من نصيب كرة القدم، التي خسرت عدداً كبيراً من عمالقتها، أولهم النجم الويلزي الأول وأسطورة نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي راين غيغز، الذي ودّع المستطيل الأخضر لاعباً في سن الأربعين عاماً، بعد مسيرة حافلة بالنجاحات مع ناديه دامت 24 سنة، لعب خلالها 963 مباراة بألوان يونايتد، وفاز خلالها بكل البطولات الممكن تحقيقها.
نجم آخر ستفتقده الملاعب، هو رمز نادي إنتر ميلانو الإيطالي، المدافع الأرجنتيني خافيير زانيتي، الذي، كزميله في يونايتد، قرر اعتزال اللعب مع نهاية الموسم الماضي عن عمر الأربعين بعدما لعب 858 مباراة مع النادي الإيطالي، و145 مباراة مع المنتخب الأرجنتيني، عُرف خلالها كأحد أكثر اللاعبين احترافيةً وأحلاهم أخلاقاً، وقد فاز مع إنتر بكل الألقاب الممكنة باستثناء الكأس السوبر الأوروبية.
على المقلب الآخر من مدينة ميلانو، افتقد نادي ميلان هو الآخر أحد رموزه، حيث قرر النجم الهولندي كلارنس سيدورف وقف مسيرته المكللة بالأمجاد، والتي لعب خلالها لأهم الأندية العالمية، فتنقل بين أياكس أمستردام الهولندي وريال مدريد الإسباني، قبل أن يلعب لقطبي ميلانو. ومع اعتزاله، خسرت كرة القدم أحد أصلب لاعبي الوسط على الإطلاق، والذي شكّل إلى جانب البرازيلي كاكا والإيطالي أندريا بيرلو مثلّث رعب استطاع حصد جميع الألقاب.
بالتزامن مع هؤلاء، قرر أحد أفضل المدافعين في تاريخ برشلونة ومنتخب إسبانيا كارليس بويول، وضع حدٍّ لمسيرةٍ ذهبية، لعب خلالها دور الحجر الأساس في دفاع النادي الكاتالوني والمنتخب الإسباني، في فترةٍ شهدت بسط الطرفين سيطرتهما المطلقة على الساحة الأوروبية والعالمية، مع فوز الأول بالسداسية التاريخية موسم 2008-2009، والثاني بكأس أوروبا مرتين متتاليتين وكأس العالم، وقد ارتبط اسم بويول بالتفاني والشجاعة في الدفاع عن ألوان فريقه ومنتخب بلاده.
آخر المعتزلين هذه السنة في عالم الكرة كان المهاجم الفرنسي تييري هنري الملقّب بـ»الغزال الأسمر»، والذي زيّن الملاعب بأناقة أسلوبه وفخامة لمساته. هنري صُنّف كأحد أفضل مهاجمي الألفية الجديدة، حيث كان رأس الحربة في المنتخب الفرنسي وفاز معه بكأس العالم وكأس أوروبا، إضافة إلى فرضه نفسه كأسطورة لنادي أرسنال الإنكليزي، والذي لعب له 369 مباراة، وفاز معه ببطولات عدة. إلا أن طموحه للفوز بالبطولة الأغلى أي دوري الأبطال دفعه للانضمام إلى بويول في برشلونة، حيث نجح معهم في ما فشل بتحقيقه مع أرسنال.
كرة السلة أيضاً خسرت بعضاً من أهم لاعبيها في 2014، حيث أعلن صانع الألعاب الشهير ديريك فيشر اعتزاله مع انتهاء الموسم الماضي، مسدلاً الستار على مسيرة امتدت 18 عاماً، زامل خلالها نجوماً عمالقة أمثال كوبي براينت وشاكيل أونيل في نادي لوس أنجلس لايكرز، وشكّل إلى جانبهم فريقاً مرعباً فاز بلقب دوري كرة السلة الأميركي الشمالي للمحترفين في ثلاث مناسبات متتالية (2000 و2001 و2002)، قبل أن يعود ويفوز بالبطولة مرتين أيضاً مع النادي نفسه (2009 و2010).
من ملاعب السلة إلى «الأوكتاغون» أو حلبة الـ»يو أف سي»، التي بدورها ودّعت مقاتلاً شرساً قاتل بداخلها لمدة تجاوزت 17 عاماً وهو الأميركي شايل سونن، الذي حاز شهرة عالمية، لم تُكسبه إياها مهاراته القتالية العالية فحسب، بل ساهمت فيها أيضاً موهبته على الكلام، فاشتهر بتصريحاته الحادّة والمغرورة، التي جعلت كل متابعي الرياضة حول العالم يترقبونه حتى لو أن اهتمامهم لا يرتبط بهذه الرياضة التي بدأت تحظى بشعبية واسعة.