الجريء بما يكفي
نادراً ما كان محافظ الشمال ناصيف قالوش يجيب على هاتفه. وغالباً ما كان يأتينا صوت السكرتيرة على الجانب الآخر للهاتف «هو مشغول الآن، سأوصل الرسالة». نتساءل اليوم، بعد تذكّر حادثة تحرّشه بالشابة هدى سنكري (المتعاقدة مع بلدية المينا لإدارة مختبرها الصحي)، ما إذا كان جلّ «شغله» كهذا، خصوصاً أنه مشغول دائماً، حتى بعد الدوام. ناصيف قالوش، المحافظ الجدي ـ أو هكذا يقال ـ كان يستغل «سلطته»... ليتحرّش! وهذا فعل احتقار يطاول كرامة من يتعرض له. قد تكون حادثة سنكري، التي ابتزّها المحافظ جنسياً لأنها تحتاج لتوقيعه، هي الوحيدة التي ظهرت، ولكن هل ثمة حوادث كثيرة لم تظهر؟ أما لماذا وحدها؟ فلأنها كانت جريئة بما يكفي.

«كسّارة» في العدليّة

لم يحاسب الوزير نقولا فتوش عن اعتدائه على الموظفة منال ضو داخل قصر العدل. وجاء تصرف الوزير «القبضاي» على مراحل، إذ رفض انتظار دوره، ثم شتم الموظفة، ثم هجم عليها (من حسن الحظ أنه لم تكن بحوزته آلةً حادة) فلم تطل قبضته سوى كتفها، ودفعها إلى الخلف. هكذا، نسي الوزير أنه وزير، وكاد أن يقضم الموظفة، كما تقضم الكسّارات الجبال. ورغم اللقاء مع وزير العدل، أشرف ريفي الذي استنكر الحادثة وأكد ضرورة اتخاذ الاجراءات القضائيّة، لم يحاسب الوزير فتوش بعد.

القهرمانة

«يا دولة الرئيس، لا يختلف اثنان في هذه القاعة على أن المرأة ريحانة وليست قهرمانة». في معجم المعاني، لكلمة قهرمانة ـ الكلمة العربية المأخوذة عن الفارسية ـ معنيين لا ثالث لهما: أولهما أن القهرمانة هي متولّية شؤون المنزل وثانيهما أنها الدساسة والمتآمرة. هذا لمن لا يعرف ما الذي تعنيه القهرمانة. أما النائب علي عمّار (للتذكير أيضاً هو نائب منذ أكثر من عشر سنوات) مع ذلك، كانت العبارة لطيفة، بينما عمّار لم يكن لطيفاً خلال جلسات اللجنة الفرعية التي ناقشت القانون، إذ رفض «الحرية المفرطة» للمرأة تحت حجج ومسميات «شرعية». ولكن، ماذا عن «الحاجة مريم» يا حاج علي؟ شقيقتك مريم الريحانة؟ أليست امرأة؟ هل تشعر بالحرج من أنها تدير الكثير من شؤون «البيت السياسي»؟

حادثة «كارولاين»

بنظر كثيرين، يعدّ الوزير جبران باسيل، صاحب واحدة من أبرز الإهانات للمرأة اللبنانيّة هذا العام. في أواخر أيلول المنصرم، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه باسيل، وهو يقدم سيّدة لبنانيّة إلى مسؤول خليجي، اسمها «كارولاين» (كما يلفظ الوزير الاسم) قائلاً: «شي مرتب»، وهو يُحرّك يده متباهياً (ومبتسماً ابتسامته الشهيرة)، كما لو أنه يسوّق بضاعة.