يبدو ان الاتفاق الإيراني ــ الروسي برفع مستوى تسليح الجيش السوري دخل حيّز التنفيذ. ولهذه الأسباب، استنفرت الولايات المتحدة علاقاتها لعرقلة الجسر الجوي الذي أنشاته موسكو منذ بداية الشهر الجاري، والمقرر أن يستمر حتى الرابع والعشرين منه. ويُظهر ردّ الفعل الأميركيّ السريع وجود معلومات عن النوعية المتقدمة للأسلحة والذخائر التي تتولى الطائرات الروسية نقلها إلى سوريا، عبر الأجواء البلغارية واليونانية.
وحذر البيت الابيض أمس من التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا، مشيراً إلى أنها قد تشعل «مواجهة» مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد «داعش. وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ارنست، إلى أننا، «نشعر بالقلق إثر تقارير نشر روسيا طائرات عسكرية وعسكريين إضافيين في سوريا».
ورضوخاً للضغوط الاميركية، رفضت الحكومة البلغارية السماح لطائرات شحن عسكرية روسية، باستخدام مجالها الجوي، لنقل مساعدات إنسانية إلى سوريا، مبررة ذلك بـ«وجود معلومات إستخبارية تفيد بأن الطائرات تحمل أسلحة على متنها».
ورداً على ذلك، رأى نائب رئيس البرلمان الروسي «الدوما»، نيكولاي ليفاتشيف، أنّ القرار البلغاري «لا إنساني، وقصير النظر». ويأتي هذا القرار بعد معلومات أفادت أن أميركا طلبت من اليونان، العضو في الحلف الأطلسي، منع رحلات الإمدادات الروسية من عبور مجالها الجوي.
ومن المتوقع ان تغيّر السلطات الروسية مسار الطائرات. ومن بين الاحتمالات البديلة، اللجوء إلى الأجواء الإيرانية فالعراقية وصولاً إلى سوريا.
ونقلت وكالة فرانس برس أمس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ثلاث طائرات عسكرية روسية على الاقل هبطت في سوريا في الايام الاخيرة. وقال المسؤولون طالبين عدم ذكر اسمائهم ان اثنتين من هذه الطائرات هما طائرتا شحن عملاقتان من طراز انتونوف 124 كوندور، اما الثالثة فهي طائرة لنقل الافراد.
واوضح احدهم ان الطائرات هبطت في مطار بمحافظة اللاذقية. ولفت الى ان الروس انشأوا في هذه المنطقة مباني مؤقتة يمكنها ايواء «مئات الاشخاص» اضافة الى تجهيزات مطار. واضاف ان «كل هذا يؤشر الى اقامة قاعدة جوية متقدمة»، لافتا الى ان «لا معلومات» عن وجود اسلحة روسية في المكان.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد نفى وجود قوات روسية مقاتلة في سوريا، فيما اكّد مسؤولون روس أن بلادهم لم تتوقف عن دعم الجيش السوري بالأسلحة والمعدات والمدربين في إطار الحرب على الإرهاب.
وفي سياق منفصل، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ان بلاده مستعدة لأن تجلس مع خصومها لمناقشة الأزمة السورية، مشيراً إلى أن طهران «لن تبحث مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد حتى يتحقق السلام».
(الأخبار, أ ف ب)