تسع وفيات بالأنفلونزا أُعلنت رسمياً في حلب، فيما يرقد ثمانية مرضى في غرف العناية الخاصة في المشافي العامة والخاصة. الإجراءات التي اتخذتها الجهات الحكومية يمكن لحظها بكثرة عينات المفرزات البلعومية التي أرسلت إلى المخبر المركزي في دمشق، لكن ذوي المرضى، كناهدة بستاني، يتساءلون عن سبب «عدم وجود مخبر مختص في حلب في هذه الظروف التي يصعب فيها النقل، ويستهلك وقتاً ونفقات بأضعاف ما كان قبل الحرب»، فيما قال مروان جيلو إن «صرف الدواء لا يكون إلا بعد تأكيد نتائج التحليل المخبري، وهذا قد يعرّض المريض لخطر الموت».
لم يصدر أي تصريح أو تقرير رسمي عن وزارة الصحة

من جهته، قال مدير صحة حلب، محمد حزوري، إنّ عدد الوفيات لجميع حالات «الانتانات التنفسية العلوية منذ أسبوعين بلغ تسع حالات تشمل جميع أنواع الأنفلونزا، بما فيها أنفلونزا الخنازير».
وأشار إلى أنّ «معظم الوفيات هي لأشخاص لديهم أمراض مزمنة تضعف مناعتهم، كالسل الربوي والتليف الرئوي والسكري، ومنهم من كان خارج القطر وعاد أخيراً».
وحسب دائرة الأمراض السارية والمزمنة، فإن مديرية الصحة منذ ظهور مرض أنفلونزا الطيور قبل نحو ثماني سنوات تقوم بـ«إجراءات تقليدية تبدأ بدورات للعاملين في القطاع الصحي للتعامل مع المرضى، وتوزيع لقاحات».
وحول العلاج، تقوم المديرية «بتوفير معازل ومنافس علاجية للحالات الشديدة، وجلسات رذاذ، وتقديم عقار التاميفلو مجاناً لكل المرضى المحتملين، حتى في مشافي القطاع الخاص».
وفي مشفى الرازي الذي باتت مبانيه على قلة مساحتها مقار بديلة للمشافي الحكومية التي سطا عليها المسلحون، يضطلع مشفى زاهي أزرق المختص بالأمراض السارية ومشفى الرازي نفسه بمهمة توفير المنافس والمعازل للمرضى.
ويبلغ سعر علبة التاميفلو (صناعة محلية) 1650 ليرة (نحو أربعة دولارت بسعر الصرف الحالي)، تقدمها صيدلية المشفى مجاناً للمرضى المراجعين والمقبولين، وللمرضى خارجه بعد موافقة أطبائهما المختصين.
ولم يصدر هذا الموسم أي تصريح أو تقرير رسمي عن وزارة الصحة في ما يتعلق بالأنفلونزا، فيما شهد العام قبل الماضي إعلاناً رسمياً عن عدد الإصابات المسجلة وعدد الوفيات الذي وصل إلى 117 حالة إصابة، توفي منها 37 في عموم المحافظات.
وفي مناطق حلب التي يسيطر عليها المسلحون، يأخذ الحديث عن الأنفلونزا طابعاً سياسياً. الغموض حول مدى انتشار الأنفلونزا في حلب تلقفته وسائل إعلام «الثورة» لبثّ الشائعات وتضخيم عدد المصابين. ووصل الأمر في بعضها إلى حد إرجاع سبب انتشار الفيروس «بسبب قدوم مقاتلين حاملين للفيروس للقتال بجانب النظام»، وفق «مدير صحة حلب الحرة» ياسر درويش. وهو أكد أيضاً أنّه لا يوجد لديهم أدوية أو لقاحات أو إمكانية مخبرية لكشف الإصابات، متخوفاً من «انتقال العدوى» من مناطق سيطرة الدولة.