ما زالت التطورات في مدينة حلب تتصدر المشهد الميداني بعد إعلان الجيش السوري إغلاق الثغرة التي فتحها المسلحون في منطقة الراموسة باتجاه أحياء حلب الشرقية. ولم يتأخر رد «جيش الفتح» على بيان وزارة الدفاع الروسية التي أعلنت عن هدنة إنسانية لمدة 3 ساعات تبدأ اليوم، وذلك من خلال قصف حيّ الحمدانية بعشرات القذائف، ليرتكب مجزرة راح ضحيتها 13 مدنياً وعشرات الجرحى. وفي السياق، كثف الطيران السوري والروسي من الغارات على تجمعات المسلحين في المشرفة والراموسة وشرق الراشدين والكليات العسكرية جنوب غرب حلب. وأعلنت صفحات المعارضة مقتل العشرات من المسلحين، بينهم عدد من القادة خلال الاشتباكات والضربات الجوية جنوب غرب حلب، وذكرت منهم المسؤول العسكري في «فتح الشام» (النصرة) عبد القادر نعساني والقادة الميدانيين في التنظيم نفسه أحمد الحايك والليبي محمد الحاج عبود والقائد العسكري في «حركة أحرار الشام» أبو الحسن الشامي. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في بيان أمس أن عدد المسلحين الذين قُتلوا أخيراً على جبهة حلب بلغ 1000 قتيل و2000 جريح، وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الفريق سيرغي رودسكوي، إن 7000 مسلح يحتشدون على تخوم حلب، مؤكداً أنّ الجيش السوري انتقل من الدفاع إلى الهجوم منذ أول من أمس. ولفت إلى أنّ فصائل مسلحة عدة خرجت من حلب عبر الممر الإنساني الإضافي بالقرب من طريق كاستيلو، بعد إدراكها عدم وجود آفاق في مواصلة العملية القتالية.
سيطر الجيش السوري على بلدة جديدة في الغوطة الشرقية
في المقابل، قالت الأمم المتحدة إن الهدنة التي أعلنت عنها موسكو لن تكون كافية لتلبية احتياجات المدنيين في المدينة.
وصرح نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفين أوبريان، بأنّه «لتلبية هذا الحجم من الاحتياجات نحتاج إلى ممرين ونحتاج إلى 48 ساعة تقريباً لإدخال عدد كافٍ من الشاحنات».
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف القتال لمدة 48 ساعة أسبوعياً لإدخال المساعدات الإنسانية. وقال أوبريان إنه لم يُطلَع بنحو كامل على الاقتراح الروسي، إلا أن هناك مسائل لوجستية معقدة يجب معالجتها، بينها ضمان منح الوقت الكافي لسائقي الشاحنات بدخول المدينة والخروج منها بأمان.
وأضاف: «عندما تعرض علينا ثلاث ساعات، علينا أن نسأل ما يمكن تحقيقه في ثلاث ساعات».
ومن جهة أخرى، أعلن مصدر طبي أنّ عدد الشهداء المدنيين الذين قضوا بقصف المسلحين على الأحياء الغربية خلال أسبوع بلغ 142 شهيداً، بينهم 48 طفلاً و31 امرأة وأكثر من 650 جريحاً، ويضاف إليهم شهداء وجرحى مجزرة الحمدانية يوم أمس.
أما في ريف دمشق، فيتابع الجيش السوري عملياته العسكرية في الغوطة الشرقية، حيث سيطر على بلدة حوش النصري، التي تُعَدّ أهم ممر للعبور باتجاه مدينة دوما معقل «جيش الإسلام». وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إنّ الجيش بات على مقربة من المعقل الرئيس لـ«جيش الإسلام» من جهة الشرق، مشيراً إلى أنّ الجيش انتهى من عمليات التثبيت في بلدة حوش النصري بعد إزالة العبوات الناسفة. وفي السياق، أفشل الجيش هجوماً لمسلحي «جيش الإسلام» على مواقعه في محيط بلدة مرج السلطان، بهدف عرقلة عمليات في الغوطة، إذ تراجع مسلحو «جيش الإسلام» بعد يومين من إطلاقهم معركة «ذات الرقاع» التي كان تهدف إلى الإغارة على مواقع الجيش السوري من مطار مرج السلطان وصولاً إلى مبنى البحوث الزراعية، وفق بيان التنظيم.
وفي ريف اللاذقية، فشل المسلحون في الهجوم على مواقع الجيش في محيط بلدة كنسبا في محاولة منهم لاستعادتها بعد سيطرة الجيش عليها وعلى التلال المحيطة بها. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إنّ المسلحين استخدموا كثافة نارية في هجومهم بهدف تحطيم دفاعات الجيش، مشيراً إلى أن الهجوم فشل بعد خسائر بشرية ومادية تكبدها المسلحون. وأكد أنّ الجيش والقوى المؤازرة له مستمرون في التقدم باتجاه النقاط التي ما زالت مع المسلحين في عين القنطرة ونحشبا وتلة رشا، شمال كنسبا، مشيراً إلى أن التقدم هذا متزامن مع تقدم للقوات على محور جبل التركمان حيث تمت السيطرة حتى الآن على 8 نقاط استراتيجية آخرها جبل القلعة الذي يشرف على طرق إمداد المسلحين من ريف إدلب. وفي السياق، أعلنت «الفرقة الساحلية الأولى» مقتل أحد قادتها ويدعى محمد وليو، خلال الاشتباكات في المنطقة.