بحسرة، وكلمات تعبّر عن الخيبة والهزيمة، وكذلك الخشية من اليوم الذي يلي، أقرّ وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بانتصار الدولة السورية وحلفائها في سوريا. انتصار بحسب تأكيده، جرّ الغرب وأيضاً «الدول العربية السنية»، للاصطفاف في طابور طويل، ليتقربوا من الرئيس بشار الأسد.
إقرار ليبرمان ورد أمس في سياق مقابلة مع موقع «واللا» العبري، تُنشر كاملة اليوم، جاء صريحاً ومباشراً: «الأسد خرج منتصراً في الحرب الدائرة في سوريا». وأضاف بحسرة، أنه إضافة إلى انتصاره، «أرى صفاً طويلاً من الدول يتمدد، بات يقف خلف الأسد، ويشمل دولاً غربية، وكذلك الدول السنية المعتدلة. فجأة جميعهم باتوا يريدون التقرب من الأسد. وهذا أمر غير مسبوق».
تعبيرات ليبرمان تأتي بعد رهان طويل ولسنوات، بل وأيضاً اطمئنان، إلى أنّ الرئيس الأسد سيسقط، وستسقط معه الدولة السورية. سقوط الرهان، وانتصار عدوها، هو مصدر قلقها الرئيسي، لكن الهزيمة المضاعفة، التي تخشاها إسرائيل وعبّرت عنها بوتيرة غير مسبوقة، هي مرحلة ما بعد انتصار أعدائها.
وحقيقة هذا الانتصار، لأسف إسرائيل، باتت راسخة، كما يرد في إقرار ليبرمان، هي راسخة إلى الحد الذي باتت الدول الغربية و«الاعتدال» العربي تتراكض لتتقرب من الأسد. من حديث ليبرمان، يبدو أنّ خيبة الأمل كبيرة من الجانب الأميركي، مع تشديده على تفهّم موقفهم بأن «لا يكونوا أكثر نشاطاً في سوريا»، ومعنى أن تكون أكثر نشاطاً من ناحية تل أبيب، أن تبادر واشنطن لشنّ حرب مباشرة على أعداء إسرائيل، يراها الأميركيون متعذرة.
من المقتطفات المنشورة عن المقابلة، إشارة تبريرية من ليبرمان موجهة إلى الجمهور الإسرائيلي، حول الخسارة التي منيت بها في سوريا، مع التأكيد أن إسرائيل فعلت أكثر من المستطاع، للحؤول دون ذلك. لكن النتيجة، بحسب ليبرمان، ستكون مرتبطة بالجانب الأميركي، والإرادة المفقودة للتدخل أكثر لديه في الساحة السورية. مع إشارة غير مباشرة، إلى أنّ إسرائيل غير قادرة وحدها على تحقيق مصالحها. وفي ذلك يقول: «نأمل أن تكون الولايات المتحدة أكثر نشاطاً تجاه الحلبة السورية، وتجاه الشرق الأوسط عموماً. فنحن موجودون في الساحة الشمالية ضد الروس والإيرانيين، وكذلك ضد الأتراك وحزب الله، وهو نضال يومي غير بسيط». وأضاف: «الجيد في هذه المسألة أن الجمهور (الإسرائيلي) لا يعرف كل شيء، لكنها (مسألة) تستهلك منّا جهداً واستثماراً على مدار الساعة... توجد أمام الولايات المتحدة تحديات خاصة بها، وهي تحديات غير قليلة. لكن المعادلة هي أنّه كلّما كانت الولايات المتحدة نشطة أكثر (في سوريا والمنطقة)، كان الوضع أفضل لدولة إسرائيل».