أُعلن رسمياً اليوم التوصل إلى تسوية كاملة للجيب الجنوبي للغوطة الشرقية (عربين وزملكا وحزة وجوبر زعين ترما) الواقعة تحت سيطرة فصيل «فيلق الرحمن» على نحو أساسي وفصائل أخرى.وأورد التلفزيون الرسمي، في خبر عاجل، أن الاتفاق يقضي «بنقل نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما»، فضلاً عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وذلك «بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق».
ومن المتوقّع أن يتجه هؤلاء إلى الشمال، كما في كافة اتفاقات الإجلاء السابقة التي شهدتها سوريا.
وكان فصيل «فيلق الرحمن» اعلن أمس، عن وقفٍ لإطلاق النار في مناطق سيطرته جنوب الغوطة لفتح المجال أمام «مفاوضات نهائية» للتوصل إلى حلّ ينهي «المعاناة».
على مدى يومين، تقدم الجيش السوري في منطقتي وادي عين ترما وأطراف حزة. وهي المناطق التي جرى الضغط عليها عسكرياً بشكل كبير. ومساء أمس، أعلن «فيلق الرحمن» انخراطه رسمياً في مفاوضات جدّية مع الجهات الروسية، وعلى إثر ذلك، تم الاتفاق على هدنة دخلت حيّز التنفيذ منتصف ليل الخميس الجمعة، وذلك لتدعيم المفاوضات وتكريسها.
وفي مدينة حرستا، التي عزلها الجيش السوري عن دوما والمنطقة المحيطة، بدأت تخرج أولى قوافل المسلحين وعائلاتهم ومن لا يريد تسوية أوضاعه إلى إدلب، يوم أمس.
ويأتي الإعلان عن الاتفاق، في وقت تتواصل فيه عملية إجلاء مقاتلي حركة «أحرار الشام» ومدنيين من مدينة حرستا المعزولة في غرب الغوطة الشرقية؛ بعدما كانت وصلت دفعة أولى من 1580 شخصاً، بينهم أكثر من 400 مسلّح، ليلاً إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.
وكما حصل في اليوم السابق، بدأت حافلات بالتجمع تباعاً في منطقة تماس بين الطرفين عند أطراف حرستا بانتظار اكتمال القافلة، قبل أن تنطلق في اتجاه إدلب.

عودة مدنيين الى الغوطة

أكّد رئيس مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا، الجنرال يوري يفتوشنكو، أنه ومنذ بداية الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية لدمشق، وبمساعدة مركز المصالحة الروسي في سوريا جرى خروج 94831 شخصاً، مشيراً إلى خروج 7128 شخصاً من منطقة الغوطة الشرقية أمس عبر ممر الوافدين. وشدد يفتوشنكو على أن «الوضع في الغوطة الشرقية يزداد استقراراً، حيث تجري عملية عودة المدنيين إلى البلدات التي تم تحريرها من قبضة المسلحين، ومن بين هؤلاء الأشخاص من خرجوا عبر الممرات الإنسانية منذ 3 أو 4 أيام».


وكان المتحدث باسم «فيلق الرحمن»، وائل علوان، قال لوكالة «رويترز»، إنَّه جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار؛ وذكر أنَّ «فيلق الرحمن» أعاد الاتصال عبر الأمم المتحدة، مضيفاً: «الأمم المتحدة توصلت إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار يبدأ منتصف ليل الخميس الجمعة، على أن تكون هناك جلسة مفاوضات نهائية، لمفاوضة الجانب الروسي على إيجاد حل ومخرج يضمن سلامة المدنيين ويضمن عدم استمرار هذه المعاناة التي يعيشونها»، مضيفاً أن «لجنة من الجيب تتألف من وفد من فيلق الرحمن ومؤسسات مدنية ستشارك في جلسة المفاوضات».
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن «مفاوضات مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا، أدت إلى الاتفاق على خروج مسلحي حركة أحرار الشام من حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق». وأشارت إلى خروج 1895 مسلحاً وأفراد أسرهم عبر الممر الإنساني، يوم أمس، وتم نقلهم بالحافلات إلى محافظة إدلب، مضيفة: «على طول الطريق، تم ضمان سلامتهم من قبل الشرطة السورية تحت إشراف ضباط مركز المصالحة الروسي وممثلي الهلال الأحمر العربي السوري». المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد بدوره وصول الحافلات التي تقلّ المسلحين والمدنيين الخارجين من حرستا، إلى محافظة إدلب.