لم يدفع الإعلان الروسي أن طائرات إسرائيلية هي التي أغارت على مطار «التيفور»، تل أبيب إلى الإقرار بمسؤوليتها عن العدوان. لكن، كما جرت العادة، تولى إعلاميون ومسؤولون سابقون المهمة بالحديث عن «إنجاز عسكري جديد».ومنذ ساعات الصباح، نقلت وسائل إعلام العدو الخبر عن الغارة، ونقلت عن مصادر أجنبية أن إسرائيل تتحمل المسؤولية، لكن أي موقف رسمي لم يصدر، سوى ما نقل عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن يحق «لك أن تقتل من يعمل على قتلك».
أما وزير شؤون الاستخبارات وعضو المجلس الوزاري المصغر، إسرائيل كاتس، فقال إن «إسرائيل لن تسمح لإيران بالتمركز العسكري في سوريا، ولن تسمح لها بإنشاء مرفأ بحري ولا مطار ولا أسلحة استراتيجية تشكل تهديداً على إسرائيل أو على القدرات الإسرائيلية، هذا الخط الأحمر الذي وضعناه ودائماً سنلتزم هذا الخط». وأضاف في تصريحات للقناة 12 العبرية أن «القصة الحقيقية في سوريا هي القصة الإيرانية، مع كل الاحترام للأسد مع قدراته القليلة ولحزب الله الذي يساعده، إيران هي القصة... ونحن لن نسمح لهم بالتمركز».
نتنياهو: يحق لك أن تقتل من يعمل على قتلك


من جهته، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً، عاموس يدلين، في مقابلة مع «يديعوت أحرونوت» إن «الإيرانيين مصرون على بناء قدرات عسكرية متقدمة في سوريا، وإسرائيل مصرّة على منعها، وسمعنا هذا من رئيس الحكومة ووزير الأمن بعدم السماح للإيرانيين ببناء قدرات عسكرية متقدمة في سوريا، ويمكن أن يكون ما حدث الليلة مرتبطاً هذه المعركة». وأضاف: «يوجد في هذه العملية هدفان استراتيجيان، الأول كبح جماح الإيرانيين في القاعدة التي نعرف أن فيها نشاطاً إيرانياً. والثاني برأيي ليس أقل أهمية، وهو كلام أخلاقي قوي، وهو أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي لاستخدام السلاح الكيميائي. أريد أن أشير أيضاً إلى حقيقة أنه بعد أن ينتهي الأسد من شرق دمشق، وهو يفعل ذلك، سيتوجه جنوباً نحو درعا، التي هي أقرب إلينا، وهناك بالتأكيد لا نرغب في استخدام السلاح الكيميائي، ولذلك أقول إنه في هجوم واحد أحياناً يمكن تحقيق هدفين».
إعلامياً، قال المعلق العسكري في القناة العاشرة والمقرب من المؤسسة العسكرية، ألون بن ديفيد، إن «إسرائيل دخلت إلى مرحلة جديدة بطابع عملها في سوريا من خلال الإدراك أن ما كان ممكناً حتى الآن عندما لم تكن تشارك المنظومات الروسية ضد الإسرائيليين ولم تشغّل، وبالتأكيد لم تطلق صواريخ ضد الطائرات الإسرائيلية، لا يمكن افتراضه من الآن وصاعداً»، مضيفاً أن «أكذوبة الغرام الروسي تجاهنا في السنوات الثلاث الأخيرة قد أزيلت».