بعنوان «مؤتمر للجهات المانحة» لمصلحة خمسة ملايين لاجئ سوري يقيمون في دول مجاورة و6,1 ملايين نازح داخل البلاد، بينهم 250 ألفاً محاصرون في مناطق نزاع، عُقد، اليوم الثلاثاء، في بروكسل «مؤتمر لدعم النازحين السوريين». وفي المناسبة، دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، المجتمع الدولي إلى الحيلولة دون «كارثة إنسانية جديدة في منطقة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، ويرجح أن تكون الهدف المقبل للجيش السوري». وأضاف في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: «نحن كنا ولا نزال قلقين إزاء الجانب الإنساني في إدلب، لأنها التحدي الكبير الجديد مع 2,5 مليون شخص».وهدف مؤتمر بروكسل، الذي بدأ أعماله اليوم، إلى جمع الأموال وأيضاً تشجيع تحريك مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة، التي لم تفضِ حتى الآن إلى نتيجة. ودعت موغيريني، إلى جانب دي ميستورا، روسيا وإيران وتركيا إلى بذل مزيد من الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا. وقالت: «الرسالة الرئيسة هي أن سوريا ليست رقعة شطرنج، وليست لعبة جيوسياسية». وفي وقت سابق من المؤتمر، قال المفوض الأعلى للاجئين، فيليبو غراندي، لدى افتتاح المؤتمر: «نشهد إحدى أكبر حالات الفشل السياسي في القرن الـ 21». وصرح مارك لوكوك، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية: «بالموارد التي يمكن أن نتوقع الحصول عليها هذا العام، لا يمكننا حتى تلبية كل الاحتياجات الملحّة». ويأمل المنظمون جمع ثمانية مليارات دولار. وقال لوكوك إن «مبلغ 3,5 مليارات دولار ضروري للمساعدة الإنسانية في سوريا و5,6 مليارات دولار لدعم اللاجئين في دول الجوار، أي 9,1 مليارات... لكن تم الحصول حتى الآن على 1,2 مليار دولار فقط».
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية لدول منظمة شانغهاي للتعاون في العاصمة الصينية بكين، إن «نهج تدمير وتخريب سوريا اتخذه عدد من البلدان». وأشار لافروف خلال الجلسة إلى أن «الانتعاش الاقتصادي في سوريا سيستغرق وقتاً، وهذا يتطلب احترام القوانين الدولية وسيادة سوريا من قبل كل الأطراف، ويقلقنا جداً الموقف الغربي المعلن بصوت عال، حول أنهم لن يقدموا أيّ مساعدة لتلك المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية». من جهة أخرى، كشف لافروف أن «الولايات المتحدة تستمر بنشاطها على الضفة الشرقية لنهر الفرات ولن تغادر من هناك في الوقت القريب، أي أنها باقية في سوريا».
في المقابل، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن «إسرائيل سترد بقوة على سوريا في حال استخدامها منظومة إس 300 الدفاعية ضدّ المقاتلات والطائرات الإسرائيلية». وقال ليبرمان لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» رداً على سؤال حول إقدام روسيا على تسليم سوريا منظومة «إس 300» الدفاعية لحماية أجوائها، بالقول: «من الضروري جداً أن يفهم الجميع أن المنظومة التي ستتسلمها سوريا من روسيا هي خطر علينا، ولذلك نحن نسعى لحماية طائراتنا ومقاتلاتنا، وسنعمل بالرد بقوة على مصادر النيران».
وأضاف «أي أحد سيستهدف قواتنا الجوية سنقوم باستهدافه والرد بقوة حتى لو كان يملك إس 400 أو إس 700 وغيره». وأكد ليبرمان أنّ «منظومة إس 300 الصاروخية موجودة في سوريا منذ مدة، وكذلك الحال بالنسبة إلى منظومة إس 400 الموجودة في القواعد الروسية في سوريا»، معتبراً أنه «حتى اليوم، لم تقم هذه المنظومة باستهداف الطائرات الإسرائيلية نظراً إلى وجود تنسيق عسكري روسي إسرائيلي في هذا المجال».