باستثناء تعليق أدلى به عاموس يدلين بأنَّ ما جرى ليل أمس، كان على أيدي «جيشٍ منظّم»، لم يصدر أيّ بيان رسمي يؤكّد تورّط إسرائيل في استهداف قواعد عسكرية في ريفي حلب وحماة. في الأثناء أيضاً، لم يصدر عن دمشق أو طهران أيّ تعليقٍ يؤكّد طبيعة الاستهداف أو يشير إلى خسائر بشرية، بينما كان الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني.بروجردي أكَّد أنَّ «وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا بطلب من الحكومة السورية، سيستمرّ حتى التحرير الكامل لجميع المناطق السورية من لوث الإرهابيين». مشيراً إلى العدوان الثلاثي الأخير على سوريا، قال إنه «يهدف إلى حماية الإرهاب وتعزيز روحية القوات الإرهابية المهزومة المدعومة من قبل هذه الدول»، كذلك تطرّق إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا، لافتاً إلى أنّ «الكيان الإسرائيلي الغاصب كشف ومن خلال هذا الهجوم، أنه كيان معتدٍ ويجب مواجهته».
من جهته، أشار الأسد، الذي استقبل بروجردي صباح اليوم، إلى أنّ «المنطقة تعيش مرحلة إعادة رسم كل الخارطة الدولية»، معتبراً أنَّ «ما نشهده من تصعيد للعدوان على سوريا وانتقال الدول المعادية إلى مرحلة العدوان المباشر بعد الفشل الذريع الذي مني به عملاؤها وأدواتها، لن يزيد السوريين إلا تصميماً على القضاء على الإرهاب بمختلف أشكاله والتمسك بسيادتهم وحقهم في رسم مستقبلهم بأنفسهم».
وفي غياب أيّ تصريح رسميّ، ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، أنَّ «كل تلك التقارير عن هجوم على قاعدة عسكرية إيرانية في سوريا واستشهاد عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا لا أساس لها»، بينما قالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) إنّ 18 عسكرياً إيرانياً استشهدوا في القصف.

يدلين: إما أميركا أو إسرائيل
ألمح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) السابق، عاموس يدلين، إلى مسؤولية إسرائيل عن القصف الذي استهدف ريفي حماة وحلب السوريتين، بالقول: «لأنّ فصائل المعارضة ليس بمقدورها القيام بذلك، فإنّ هناك احتمالين إما الجيش الإسرائيلي أو الجيش الأميركي».
وفي مقابلة له مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، قال الرئيس السابق لـ«أمان»، ورئيس معهد «بحوث الأمن القومي الإسرائيلي»، عاموس يدلين، إنّ «قصف القواعد العسكرية في سوريا جرى على أيدي جيش منظّم، وهناك احتمالان فقط، إما أميركا أو إسرائيل».
وشرح أنّ المجموعات المسلحة ليس بمقدورها القيام بذلك، منوهاً إلى أن «حجم التفجير (الناجم عن قصف صاروخي) وقوته لا يمكن أن تكون المجموعات المسلحة المعارضة وراءه. والسبب أنّ هذه المجموعات تقع تحت هجمات النظام السوري، وعناصرها ينسحبون من مناطق الهجوم حالياً، ولهذا فإن القصف نفذه جيش منظم».
أما بالنسبة إلى الجهة التي نفذّت القصف المعادي، فرأى أنه «من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة الأميركية»، التي شنّت قبل أسبوعين مع فرنسا وبريطانيا عدواناً ثلاثياً على سوريا. واستدرك «في حال لم تكن أميركا، فهناك احتمال آخر ووحيد»، في إشارة واضحه إلى تل أبيب.
في السياق، نفى «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، أن يكون قد قصف أي مواقع عسكرية أو مواقع لتخزين الأسلحة في حلب أو حماة، منوهاً إلى أنه «لم يشنّ أيّ غارات في المنطقتين اللتين تعرضتا للقصف ليل أمس».
وبالعودة إلى مقابلة يدلين، تساءل الأخير عن أهداف القصف وعمّا إذا كان قد استهدف قافلة لنقل السلاح لحزب الله، أو أنه استهدف بنية تحتية ومواقع إيرانية، أم أنه رد على تهديد إيران منذ أسبوعين لقصف إسرائيل كرد على ضربة مطار «تي فور»، ملمحاً إلى أنّ هدف القصف قد يكون إحباط أي محاولة إيرانيّة للردّ.
وما بدا لافتاً، إعلان الكابينيت الإسرائيلي (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية)، عقد اجتماع استثنائي، اليوم، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لبحث الملفين السوري والإيراني. على أن يلقي رئيس الوزراء نتانياهو خطاباً عند الساعة الثامنة من مساء اليوم، من المتوقّع أن «يكشف عن معلومات إستخباراتية جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني»، حسبما ما أفاد إعلام العدو.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، توعّد، في مقابلة مع «إيلاف»، بأن «كل موقع نرى فيه محاولة لتموضع إيران عسكرياً في سوريا سندمره، ولن نسمح بذلك مهما كان الثمن».

ليبرمان: لدينا 3 مشاكل «إيران، إيران، إيران»
أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إنّ إسرائيل ستحافظ على «حرية العمل في كل سوريا». جاء ذلك في تصريح أدلى به، مساء أمس، في المؤتمر السنوي السابع لصحيفة «جروزاليم بوست» الإسرائيلية، المنعقد في نيويورك الأميركية.
وقال: «لا نعتزم مهاجمة روسيا أو التدخل في القضايا السورية الداخلية، ولكن إذا اعتقد شخص ما أنه من الممكن إطلاق صواريخ أو مهاجمة إسرائيل أو حتى طائراتنا، فلا شك في أننا سنرد، وسنرد بكل قوة».
وأشار ليبرمان إلى أن إسرائيل لديها 3 مشاكل فقط وهي «إيران، إيران، إيران». وأضاف: «تحاول إيران زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وليس فقط في إسرائيل، أنظر إلى ما يحدث في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، إيران تدعم وتخلق وكلاء حول إسرائيل، إن حماس والجهاد الإسلامي لن يتمكّنا من البقاء لمدة أسبوع واحد دون دعم إيراني».