من كل خطاب وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الداعي، صباح اليوم، إلى أنه «لا نريد تصعيداً مع إيران»، اختارت وسائل الإعلام العبرية اقتباس تصريح يتيم «عالي اللهجة» لتضعه عنواناً رئيسياً: «إذا أمطرت عندنا، فسيجتاحهم الطوفان». وذلك قبل أن تنقل خطابه الكامل في مؤتمر هرتسليا المنعقد حالياً في تل أبيب، والذي قال فيه إن «هجوم الجيش الإسرائيلي حقّق أهدافه. الإيرانيون حاولوا قصف مواقع إسرائيلية، إلا أن صاروخاً واحداً لم يسقط عندنا، فيما أسقطت القبة الحديدية أربعة صواريخ». علماً أن صوراً نقلها ناشطون من الجولان السوري والجليل المحتلّين تدحض ادعاءات ليبرمان، إذ أظهرت اندلاع حرائق في مناطق شمال فلسطين المحتلة بفعل الصواريخ.ليبرمان أضاف أن «الحملة العسكرية التي نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي دمّرت تقريباً كل البنية التحتية الإيرانية الموجودة في سوريا»، زاعماً أنه «خلافاً لإيران، لا نحاول التوسع أو وضع حدود جديدة. من يحاول كل الوقت التمدد ووضع شروط جديدة هي إيران... وأشدد ليس فقط في إسرائيل وإنما في لبنان، واليمن، وصولاً إلى أفريقيا».
ووفق وزير الأمن الإسرائيلي، فإن «إيران لا تعكس أيديولوجيا متطرفة فحسب، وإنما أفعالاً كذلك... فهي استثمرت أكثر من 13 مليار دولار في سوريا». مع ذلك، شدد على أن توجه إسرائيل الحالي هو «عدم التصعيد»، معتبراً أن «الجميع لا يرغب في هذه المواجهة، ولست متأكداً ما إذا كان الإيرانيون جميعهم يوافقون على هذه الأنشطة العدائية... أقدّر أن معظم أركان المؤسسة الإيرانية تعارض هذه السياسة».
إضافة إلى ذلك، شدد ليبرمان على أنه «ليس لدينا أي تطلعات لاحتلال سوريا، ونحن لا نتدخل في الحرب الدائرة هناك، ولا نتدخل في أمور جيراننا بشكل عام»، ولكنني «آمل أن يتوقفوا ذات يوم عن دعوتهم لتدمير إسرائيل وإزالتها... في إيران حتى لا يقولون إسرائيل وإنما الصهيونية. علينا أن نكون حذرين، ومع أننا لسنا راغبين في التصعيد، علينا الاستعداد لكافة السيناريوات. فأمامنا عدو عنيد يحاول ضربنا في كل مكان، حتى في جنوب أميركا وفي شرق أوروبا. لقد وصلنا إلى مكان تضرب فيه إيران إسرائيل مباشرة. هذا مسار جديد لمن لم يدرك ذلك بعد. يجب أن نحافظ على صلابتنا، وأعتقد أننا نجحنا في الجزء الأول من الفصل الجديد ضد التطرف الإيراني».
من جهة أخرى، قال تعليقاً على نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية، إن «حزب الله استكمل سيطرته على لبنان».
أمّا وزير المواصلات والاستخبارات والطاقة الذريّة، يسرائيل كاتس ،فأشار إلى «أننا أوصلنا رسالة واضحة مفادها بأن من سيجتاز خطنا الأحمر سنضربه». وقال، في مقابلة مع موقع «واينت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «لن نسمح لسليماني أو لخامنئي ولأي أحد آخر بضربنا بالصواريخ، أو نقل قدرات عسكرية على الجبهات المتاخمة لنا. صلابتنا عزلت إيران في سوريا».
وفي السياق، قال وزير التعاون الإقليمي، تساحي هنغبي ،إنه «بإمكان إيران استخدام علاقاتها الوطيدة مع حزب الله، ولكن لبنان هو من سيدفع الثمن... آمل أن يكون اللبنانيون قد تعلّموا الدرس من أحداث الليلة الماضية».
من جهته، اعتبر وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي، غلعاد إردان ،أن «الهجوم الإيراني يثبت أهمية منع نظام متطرف يرغب في القضاء علينا». ورأى أن بناء قوة عسكرية في سوريا «يمكن أن تشكل تهديداً قريباً على مواطني إسرائيل»، مضيفاً: «لن نتردد في العمل ضد العدوان الإيراني في كل مكان يتطلبه الأمر، وسنواصل اعتبار النظام السوري مسؤولاً عن كل ما يجري على أراضيه».
وفي وقت سابق من اليوم، أصدر جيش العدو بياناً قال فيه إن «الهجوم الإيراني على إسرائيل، دليل إضافي وواضح على هدف تمركز القوات الإيرانية في سوريا»، وكذلك «دليل على الخطر الذي تشكّله إيران على إسرائيل والاستقرار الإقليمي عموماً».
وأكد أنه «سيواصل العمل بصورة مشددة ضد التمركز الإيراني في سوريا»، محمّلاً الدولة السورية المسؤولية «عما يجري في أراضيها». في المقابل، عادت الجبهة الداخلية إلى روتينها وانتظمت الدراسة والأعمال الزراعية في مناطق الشمال، وقد دعا الجيش المستوطنين إلى «أخذ الحيطة والحذر والإصغاء لتوجيهات الجبهة الداخلية».