حلب | سقطت «قلعة» تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في مدينة حلب (شمال سوريا). بعد يومين من المعارك، اقتحم الخصوم مشفيي الأطفال والعيون في حي كرم القاطرجي، فيما تشتّت مقاتلو «الدولة» باتجاه أحياء هنانو والحيدرية والريف الشمالي، بعد أن تدخلت «جبهة النصرة» لتسلّم المقار التي أخليت فجر أمس. وانضم الى المعركة أمس مقاتلو «لواء التوحيد» في حلب الى جانب حركة «أحرار الشام» و«جيش المجاهدين».
عناصر «دولة البغدادي المجوسية»، كما بات يطلق عليها «إخوة الأمس»، أعدموا العشرات من الأسرى داخل سجن مشفى الأطفال، عندما اشتد الهجوم على المبنى قبيل انسحابهم، ومن بينهم أربعة من «لواء أحرار سوريا» من مقاتلي بلدة عندان.
أحد المعتقلين الذين تمكّنوا من الفرار من مشفى الأطفال فجر الاربعاء قال لـ«الأخبار» إن عناصر «داعش كانوا شديدي التوتر بعد بدء الهجوم، وراحوا يدخلون إلى غرف السجن وينادون في كل مرة على المنتسبين إلى إحدى كتائب الثوار، ويقولون لهم سنفرج عنكم، جماعتكم بايعونا... لكن فوجئنا بجثثهم عندما فرّ عناصر داعش».
وسيطر مقاتلو الجماعات التي توحّدت للقضاء على «داعش» في مدينتي الباب وتلرفعت بعد انسحاب المقاتلين الأجانب منها (المهاجرين)، فيما تستمر المعارك في حريتان وعلى أطراف بلدتي حيان وعندان.
وقال مصدر معارض في تلرفعت لـ«الأخبار» إن عدداً من نساء «المهاجرين العرب والأجانب تمت حمايتهن وهنّ في الحفظ والصون بعد مقتل أزواجهن أو فرارهم»، مشيراً الى أن «عدداً من المقاتلين الشيشان والعرب انسحبوا من داعش وأعلنوا متابعة قتال الجيش السوري مع جبهة النصرة والجيش الحر».
وفي منبج، أعلنت «الجبهة الاسلامية» التي سيطرت على المدينة بعد طرد عناصر «الدولة» «منع إعادة تشكيل أي كتيبة منحلة إلا بأمر الهيئة الشرعية، ومنع تشكيل كتائب أو فصائل جديدة»، إضافة الى أن «من يرغب في الجهاد عليه أن ينضم إلى الفصائل الموجودة حالياً»، باعتبار أن «الهيئة الشرعية هي المرجع الرئيس لكل شؤون المدينة».
وفي صرين، البلدة التي تقع شرقي نهر الفرات وتتبع لمحافظة حلب، انسحب مقاتلو «الدولة» إلى محافظة الرقة حيث سيطروا على مبنى الأمن السياسي في المدينة.
في المقابل، لم تستطع كل من حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«الجبهة الاسلامية» و«لواء التوحيد» السيطرة على مدينة مسكنة جنوبي منبج، فيما تمكنت «الدولة الاسلامية» من طرد خصومها من كامل المدينة ومحطيها وصولاً إلى مطار كشيش الذي تحتجز فيه حركة «أحرار الشام» عدداً من أسرى «الدولة».
وفي جرابلس، تمكّنت «الجبهة الإسلامية» و«لواء التوحيد» و«جبهة النصرة» من السيطرة على كافة مقار «الدولة» في المدينة. وقال مصدر معارض إن «12 من عناصر الدولة قتلوا في المعارك، فيما أمّن عدد من الوجهاء الفارين منهم».
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو تظهر أسرى كانوا في سجون «الدولة»، بينهم أطفال جندتهم للقتال. وكان من بينهم طفل من «جيش محمد» يدعى محمد عبدالله العبدالله وهو من أعزاز شمالي حلب. وعثر على جثة قائد كتيبة «أبو عبيدة بن الجراح» أبو جميل عنجريني في سجون «الدولة» التي أعدمت أيضاً معاذ المجبل، قائد كتيبة «أبو الحسنين» التابعة لـ«جيش أهل السنّة».
اقتتال الجماعات المسلحة لم يؤثر كثيراً في عمليات الجيش السوري في ريف حلب، حيث قصف سلاحا الجو والمدفعية تجمعاتهم ومقارهم في القرى القريبة من سجن حلب المركزي ومطار كويرس وفي محاور القتال غربي المدينة في الراشدين وكفرناها وعنجارة ودارتعزة واورم الكبرى والمنصورة ومعارة الارتيق. وفي المدينة، استهدفت نيران الجيش مقار للمسلحين في هنانو وإنذارات الحيدرية والهلك والصالحين.
في المقابل، تراجعت عمليات القصف التي كان يقوم بها مسلحو «الجماعات الإسلامية» بقذائف الهاون وأسطوانات الغاز المفخخة على الأحياء، حيث لم تشهد الثماني والأربعين ساعة الماضية سوى سقوط عدة قذائف فقط.
من جهة ثانية، عثر على جثث خمسة أشخاص مجهولي الهوية ملقاة في نهر قويق، فيما أعلنت «سرية أبو عمارة «أن الجثث تعود لـ«شبيحة خطفتهم وقتلتهم في عملية نوعية».
في موازاة ذلك، عاد التيار الكهربائي إلى مدينة حلب بعد انقطاع دام ستة أيام. وأفاد مصدر في «مبادرة أهل حلب» التي تتولى تنسيق عمليات صيانة الكهرباء في مناطق القتال بأنه تم إصلاح خطوط التوتر العالي التي تزوّد مدينة حلب بالتيار الكهربائي من بقية المحافظات، والتي تمر في منطقة المنصورة.
على صعيد آخر، استمرت الاشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين في ريف دمشق، في كل من عدرا ودوما ويلدا وببيلا وخان الشيخ ويبرود، حسبما ذكرت وكالة «سانا» الاخبارية. وصعّد الجيش قصفه في دوما في الغوطة الشرقية القريبة من عدرا العمالية، حيث قضى على عدد من مقاتلي «النصرة» و«الجبهة». وتحدّث ناشطون معارضون عن وقوع عدد من القتلى المدنيين بينهم أطفال ونساء في هجوم شنّه الجيش في دوما.
من جهة ثانية، أعلن السفير السويدي في سوريا ولبنان نيكلاس كيبون أمس أنه أفرج عن صحافيين سويديين كانا قد اختطفا في سوريا في تشرين الثاني الماضي.