موسكو: مستعدون للنظر في أفكار واشنطن وحلفائها بشأن «اللجنة الدستورية»
هذه المناوشات لم تمنع الجيش السوري من متابعة عملياته ضد «داعش» في ريف السويداء ودمشق، وبعيداً في بادية دير الزور الجنوبية وأطراف ريف حمص الشرقي. إذ أعلن مصدر عسكري تحرير 4500 كيلومتر مربع من البادية، بينها 850 في ريف دمشق الجنوبي الممتد باتجاه البادية، وتضم عدداً من التلال إلى جانب خربة الأمباشي وخربة الهيبرية. وكانت العمليات ضد «داعش» قد انطلقت هناك منذ أكثر من أسبوع، وبعد وقت قصير من وصول عناصر التنظيم إلى هناك بموجب اتفاق أخرجهم من الحجر الأسود ومخيم اليرموك. أما في ريفي دير الزور وحمص، فقد تركزت عمليات الجيش بين سد عويرض وجنوب حميمة على امتداد جبهة بعرض 45 كيلومتراً، كما في المنطقة الواقعة بين قريتي معيزلية والمحطة الثانية وضهرة وادي المياه وفيضة بن موينع. وتتضمن المنطقة المحررة عشرات التلال والآبار والسدود السطحية، وتمتد لتصل إلى الحدود العراقية وأطراف الميادين الجنوبية.
وأتت تلك التطورات بالتوازي مع تسيير الجيش التركي لدوريات، للمرة الثانية، على طول نهر الساجور في محيط منطقة منبج الشمالي. وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن خطوات تنفيذ «خريطة الطريق» بشأن مدينة منبج «تجري حتى الآن وفق البرنامج المحدد»، وأنها ستكون «مثالاً يحتذى به لبقية المناطق في سوريا». وبالتوازي، أفادت مصادر أمنية تركية، بأن عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية، بدأوا مغادرة منبج نحو شرق الفرات، مؤكدة، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول»، أنهم سيسلمون سلاحهم الثقيل للقوات الأميركية.
وفي ملف «اللجنة الدستورية» ومسار المحادثات في جنيف، ينتظر أن يعقد لقاء بين ممثلين عن فرنسا وألمانيا والأردن والسعودية والولايات المتحدة، والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، في جنيف، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وذلك لمناقشة «اللجنة الدستورية». وخلال المدة التي تسبق اللقاء، ستجتمع «هيئة التفاوض» المعارضة في الرياض، بعد لقائها مسؤولين في الخارجية التركية. وكان لافتاً أمس، أن موسكو أعلنت على لسان المبعوث الرئاسي الخاص ألكسندر لافرينتييف، استعدادها للنظر في أية «أفكار معقولة» من الولايات المتحدة وألمانيا والدول الأخرى، تعرض خلال اجتماع جنيف المرتقب. وأكد أن «فكرة إنشاء لجنة دستورية هي نتاج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الذي انعقد بمبادرة من ضامني أستانا... ولهذا السبب تؤدي روسيا وإيران وتركيا دوراً مهماً في هذه العملية».