بعد أن توقّفت الضربات الجوية التي استهدفت المسلحين في القرى والبلدات الجنوبية، بشكل شبه كامل، منذ ليل السبت الفائت حتى غروب اليوم، عادت وتيرة الاستهدافات إلى التصاعد نتيجة فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الجانب الروسي بالتعاون والتنسيق مع القيادة السورية من جهة، وممثلين عن الفصائل المسلحة في المنطقة من جهة أخرى. الجولة الأخيرة من المفاوضات، كانت اليوم في مدينة بصرى الشام في الريف الشرقي لمدينة درعا، وانتهى الاجتماع من دون الوصول إلى اتفاق، ومن دون تحديد موعد آخر.مساء اليوم، أعلنت الفصائل المسلّحة في الجنوب السوري، رسمياً، «فشل المفاوضات مع العدو الروسي في بصرى الشام وذلك بسبب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل»، وفق ما أوردت «غرفة العمليات المركزية في الجنوب»، والتي تمثل الفصائل الجنوبية. وقال الناطق الرسمي باسم الغرفة، إبراهيم الجباوي، لوكالة «فرانس برس»، إن هذه الجولة من المفاوضات «لم تسفر عن نتائج بسبب الإصرار الروسي على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل دفعة واحدة». وأضاف الجباوي: «انتهى الاجتماع ولم يحدد موعد مقبل». وأضافت الوكالة الفرنسية، وفق ما قال للوكالة مصدر معارض في مدينة درعا مطلع على مسار التفاوض، «وافقت الفصائل خلال الاجتماع، على تسليم سلاحها على دفعات، لكن الجانب الروسي أصرَّ على استلام كامل الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة».

بالتزامن مع جولات التفاوض في شأن مستقبل المنطقة الجنوبية، توقفت الغارات في شكل كامل على مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، بينما تواصلت الاشتباكات في محيط مدينة طفس غرب درعا، وقرب قاعدة عسكرية في جنوب غربي المدينة. وبعد الإعلان عن فشل المفاوضات، استكملت عمليات القصف على مواقع المسلحين في مدينة صيدا شرق درعا، إضافة إلى استهداف أحياء مدينة درعا التي يسيطر عليها المسلحون، في مؤشر واضح على استئناف العملية العسكرية للإمساك بكامل المنطقة الجنوبية، والتخلي، مرحليا، عن خيار التفاوض الذي فشل. على جبهات الريف الغربي لدرعا، تابع الجيش عملياته البرية وحاول التقدم نحو مدينة طفس انطلاقاً من أطراف بلدة داعل شمال غربي درعا، تحت حملة قصف عنيف طاولت مواقع المسلحين في المدينة.

عند مراجعة بنود المقترح الذي أتت به الفصائل المسلحة إلى طاولة التفاوض مع الجانب الروسي، يظهر جليّاً أن المسلحين لا يريدون اتفاقاً حقيقياً. الجانب الأردني، استطاع الضغط على قادة الفصائل الجنوبية للخوض في المفاوضات، ولكنها، بلائحة المطالب التي أعدّتها أعلنت مسبقاً فشل العملية التفاوضية. وقام الوفد المفاوض بعرض ما أسماه «خريطة طريق»، للوصول إلى حل شامل للمنطقة الجنوبية، وأبرز ما أدى إلى رفض هذه الخريطة من قبل الجانب الروسي، هو تضمنها «اقتراحاً بتسليم تدريجيّ للسّلاح الثقيل، وانسحاب قوات النظام السوريّ من بلدات سيطر عليها»، وفق ما تناقلته تنسيقيات المسلحين.
تناقلت مواقع مقربة من المعارضة المسلحة في سوريا، بنود «خريطة الطريق» التي تقدّمت بها الفصائل الجنوبية إلى الجانب الروسي، قبل أن يُعلن عن فشل المفاوضات، وأبرز هذه البنود:
وقف الأعمال القتالية في الجنوب بصورة فورية من كلا الطرفين
عودة "قوات الأسد" إلى المناطق التي كانت فيها قبل بدء الهجمة على الجنوب
البدء بتسليم السلاح الثقيل بصورة تدريجية، بالتزامن مع عودة الأهالي إلى القرى والبلدات في الجنوب
عودة مؤسسات الدولة المدنية إلى العمل في الجنوب، ضمن إدارة أبناء المنطقة وعودة جميع الموظفين إلى وظائفهم مع رفع العلم السوري
تشكيل قوة محلية في كل منطقة لضبط الأمن
تتكفل القوة المركزية بحماية معبر نصيب مع إمكان تقديم ما يلزم من قِبَل الفصائل لتأمين الطريق من معبر نصيب وحتى خربة غزالة
يدار المعبر من قِبَل موظفين مدنيين بتأمين وحماية من قِبَل الشرطة الروسية
يشمل الاتفاق الجنوب السوري كاملاً (درعا والقنيطرة)
الضامن لهذا الاتفاق هو الحكومة الروسية