تابع الجيش السوري عملياته في الريف الغربي لدرعا في الجنوب السوري، بالإضافة إلى ريف القنيطرة، في سياق عمليته العسكرية التي يقودها لاستعادة السيطرة على كافة المنطقة الجنوبية. اليوم، بدأ الجيش السوري، فعلياً، الاقتراب من المنطقة المنزوعة السلاح وفق اتفاقية عام 1974، بين سوريا والكيان الإسرائيلي. القادة الإسرائيليون شدّدوا مراراً على أنهم لن يسمحوا للجيش السوري بخرق الاتفاقية، خصوصاً في المنطقة المنزوعة السلاح، بيد أن القوات السورية باتت اليوم على مسافة قريبة جداً من هذه المنطقة، بعدما سيطرت اليوم على بلدة مسحرة الواقعة على بعد 11 كيلومتراً من الحدود مع الجولان المحتل.حقّقت قوات الجيش السوري تقدماً ملحوظاً في الريف الشمالي الغربي لدرعا، بالإضافة إلى قرى ريف القنيطرة. وقد أعلن الجيش سيطرته على تل الحارة في ريف درعا الشمالي الغربي، أهم النقاط الحاكمة في الجبهة الجنوبية، وعلى تل الأحمر جنوب مدينة الحارة. كذلك سيطر على قرية الطيحة شمال غرب قرية المال في ريف درعا الشمالي الغربي، وعلى قرية سملين وقرية زمرين وتلّيها الشمالي والغربي، وقرية أم العوسج شمال غرب زمرين، وعلى منطقة خربة المليحة الواقعة على الطريق بين قريتي كفرشمس وعقربا، وقرية كفر ناسج وتل حمد، في ريف درعا الشمالي، وذلك بعد مواجهات مع المجموعات المسلحة المنتشرة في المنطقة. كذلك دخلت القوات الحكومية إلى مدينة الحارة وقرية عقربا شمال مدينة الحارة، وبلدة نمر في ريف درعا الشمالي الغربي، ضمن اتفاق مصالحة. التلفزيون السوري قال إن الجيش أعلن السيطرة على تل استراتيجي مطلّ على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وكان الجيش قد بنى «حصناً منيعاً» في تل الحارة الاستراتيجي الواقع غرب مدينة الصنمين. وروى ضابط ميداني في الجبهة الجنوبية لـ«الأخبار» أنّ «تل الحارّة نقطة استراتيجية مهمة، وكانت قيادة الجبهة الجنوبية في الجيش السوري تولي اهتماماً خاصاً به من جهة التجهيز والتحصين». وأضاف: «لقد استقدمت القيادة العسكرية السورية أجهزة تنصّت ورصد روسية إلى التل، وقد زار تلك المواقع مستشارون روس وإيرانيون عدّة مرات في إطار التعاون العسكري قبل الأحداث».
في موازاة ذلك، نقلت الإخبارية السورية أن أهالي قرى الدواية، أبو غارة، القصيبة، وعين التينة، ونبع الصخر، في ريف القنيطرة، خرجوا في تظاهرات تطالب بدخول الجيش إلى القرى، وقد رفع الأهالي الأعلام السورية، وهتفوا مطالبين بعودة قراهم إلى سلطة الدولة. وقالت الإخبارية إن «عدداً من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، أصيبوا إثر إطلاق المجموعات المسلّحة النار على مسيرة مؤيدة للجيش خرجت في قرية نبع الصخر في ريف القنيطرة».
من جهة أخرى، أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، على هامش قمة الرئيسين الروسي والأميركي في هلسنكي، تطابق أهداف روسيا والولايات المتحدة في ما يخص التسوية السياسية في سوريا. وقال لافرينتييف للصحافيين إن «الهدف تسوية النزاع بطرق سياسية، وإن تطابق هذه الأهداف أُكِّد أكثر من مرة». ورداً على سؤال عن وجود العسكريين الإيرانيين في منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا، قال لافرينتييف إن «القوات الإيرانية غير موجودة في تلك المنطقة»، ولكنه أشار إلى وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا، مشدداً على أنهم «موجودون مع بعض الوحدات العسكرية السورية بدعوة من الحكومة السورية». وأكد أنّ «عمليات المصالحة مع الجماعات المسلحة في جنوب سوريا مستمرة»، مضيفاً أنه «جرت المصالحة مع كافة الجماعات المعتدلة تقريباً، وتستمر محاربة إرهابيي داعش وجبهة النصرة».
وبشأن مشاركة المعارضة السورية المسلحة في اللقاء المرتقب في سوتشي حول سوريا ضمن صيغة أستانا، قال المبعوث إنه «من غير المعروف حتى الآن، لكننا نأمل حضور ممثلي المعارضة للفعاليات التي ستجري في سوتشي يومي 30 و31 من الشهر الجاري».