كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن «مسؤولين كبار» في وزارة الخارجية الأميركية، عن تبنّي الرئيس الأميركي لاستراتيجية جديدة بشأن دور بلاده في سوريا، تبقَى بموجبها القوات العسكرية الأميركية هناك لـ«أجل غير مسمى»، إلى حين التأكد من مغادرة القوات الإيرانية، توازياً مع إطلاق حملة دبلوماسية تهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف الأميركية.هذا التحوّل أتى بعدما كان الرئيس الأميركي قد أعلن، قبل حوالى خمسة أشهر، عزمه إعادة القوات الأميركية إلى الولايات المتحدة فوراً.
وتتقاطع رواية «المسؤولين» مع تأكيد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جون بولتون، خلال زيارة للأراضي المحتلة الشهر الماضي، أن «وجود القوات الإيرانية» في سوريا «يستدعي بقاء قوات الولايات المتحدة هناك».
تأتي الاستراتيجية الجديدة بعد «تصاعد الشكوك» بشأن قدرة أو رغبة روسيا في المساعدة في إخراج القوات الإيرانية من سوريا، وفق المسؤولين.
ونقلت «البوست» عن جيمس جيفري، الذي عُيّن في آب/ أغسطس الماضي مستشاراً خاصاً لوزير الخارجية مايك بومبيو بشأن سوريا، قوله إن السياسة الجديدة تقضي بعدم الانسحاب من سوريا بحلول نهاية العام الحالي. وقال: «القوات الأميركية (عددها 2200 بحسب الأخير)، ستبقى في سوريا إلى حين التأكد من مغادرة القوات الإيرانية، والهزيمة النهائية لتنظيم داعش»، مضيفاً: «نحن لسنا على عجلة من أمرنا».
وفيما رفض توصيف أي مهمة عسكرية جديدة، شدد جيفري على أن ما قاله سيكون «مبادرة دبلوماسية رئيسة» في الأمم المتحدة وأماكن أخرى، إضافة إلى استخدام «الأدوات الاقتصادية»، بما في ذلك تشديد العقوبات على إيران وروسيا، ورفض الولايات المتحدة تمويل إعادة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيفري، والعقيد المتقاعد في الجيش الأميركي، كول رايبرن، كُلّفا وضع مخطّط متماسك يمنع تكرار ما ترى الإدارة الأميركية أنّها أخطاء العراق. وأوضح جيفري أن السياسة الأميركية «ليست أن الأسد يجب أن يرحل»، مضيفاً «ليس لدى الأسد مستقبل، ولكن ليست وظيفتنا التخلص منه».