لا مجموعات مسلّحة تنسحب من المنطقة التي من المفترض أن تكون منزوعة السلاح في محافظة إدلب وأجزاء صغيرة من المحافظات التي تحدّها. الاتفاق الأخير، حول المنطقة التي تخضع لسيطرة المسلحين، لم يتجاوز بعد، الورقة التي كتب عليها، مع بعض المفاوضات والمشاورات التي تجريها أنقرة، بالتنسيق مع موسكو، مع المجموعات المسلحة المنتشرة في المنطقة، سعياً نحو تطبيق بنود الاتفاق. وبموجب الاتفاق، على كافة الفصائل سحب سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة بحلول العاشر من الشهر الجاري، وعلى الفصائل المصنفة «إرهابية»، أن تنسحب منها تماماً بحلول منتصف الشهر، على أن تتولى قوات تركية وشرطة روسية الإشراف عليها.المرصد السوري المعارض، قال إن «السلطات التركية أبلغت الفصائل المسلحة، بضرورة تسليمها قائمة بأسماء وأعداد مسلحيها مصحوبة بنوع السلاح الذي يمتلكه كل مسلح»، حيث «سيجري استبعاد كل من لا يوضع على القائمة أو كل من لا يملك سلاحاً، وذلك ضمن المنطقة العازلة وخارجها»، والتي لم تشهد منذ توقيع الاتفاق منذ قرابة 20 يوماً، سوى تعزيزات متواصلة للقوات التركية إليها وآخرها كان مساء أمس. وأشار «المرصد» إلى أن «الترقب للبدء في تنفيذ الاتفاق الروسي _التركي يرافقه توتر متواصل بين كبرى فصائل الشمال السوري، وعلى وجه الخصوص التوترات في محافظة إدلب، بين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) والجبهة الوطنية للتحرير». وتسيطر «هيئة تحرير الشام»، ومجموعات مسلحة أخرى، مصنّفة كـ«إرهابية»، أقل نفوذاً منها، على نحو 70 في المئة من المنطقة العازلة المرتقبة، وفق المرصد. ولم تعلن «هيئة تحرير الشام»، حتى الآن، موقفاً من الاتفاق، ما قد يعني أنها قد تكون منخرطة في مفاوضات مع تركيا للحصول على شروط أفضل.

لبنان وروسيا يناقشان «ملف اللاجئين»

ناقش نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال ألكسندر فومين، مع جورج شعبان، مستشار رئيس الحكومة اللبنانية للشؤون الروسية، «مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم». وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أنَّ الاجتماع «ركز على الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، وكذلك مشكلة عودة اللاجئين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة قبل اندلاع الأزمة في الجمهورية العربية السورية».

في مقابل ذلك، اتهمت موسكو هيئة تحرير الشام و«مقاتلين متشددين» آخرين، بمحاولة تقويض الاتفاق. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، اليوم، «أنهم (جبهة النصرة ومن معها) يخشون أن يجدوا أنفسهم معزولين نتيجة الاتفاق الروسي التركي، ويرتكبون كل أنواع الاستفزازات ما يزيد من تفاقم الوضع»، وقالت إنَّ «الإرهابيين يواصلون نقل المواد السامة وآلات التصوير المهنية ويستمرون في التدريب على المسرحية، مشيرةً إلى أن الأمر المثير للقلق هنا أن دور الضحايا سيمثله مدنيون، اختطفوا من قبل المتطرفين، بمن فيهم النساء والأطفال». كما أعلنت زاخاروفا، أنَّ جزءاً من «المعارضة المسلحة»، الموجودة في محافظة إدلب السورية «يؤيد اتفاق إنشاء منطقة منزوعة السلاح». وقالت زاخاروفا: «وفقاً للمعلومات الواردة، فقد أعلنت عدة تشكيلات من المعارضة المسلحة السورية في إدلب عن تأييد اتفاق إنشاء منطقة منزوعة السلاح هناك». وأضافت الناطقة الروسية، أن الجيشين الروسي والسوري قد «وفرا عمل ممرّ إنساني في إدلب، ليتمكن المدنيون من المغادرة». كما كان قد أعلن الرئيس بوتين، يوم أمس، أن موسكو لا تزال «تعمل بالتعاون مع تركيا» حول إدلب، وأضاف: «إننا نجد أنهم (الأتراك) جادّون وسيفون بالتزاماتهم».
وفي سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أنَّ موسكو تصر على «ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من منطقة التنف في سوريا»، وأنَّه «يجب إغلاق مخيم الركبان». وقال فيرشينين في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية: «هذا المخيم يقع في منطقة التنف، التي يسيطر عليها الأميركيون بشكل غير قانوني، ويجب على الأميركيين الرحيل من هناك، وإلى أن يغادروا، سيظلّ هذا المخيم تحت غطائهم، وهذه مناطق واسعة إلى حد كبير». وأضاف الدبلوماسي الروسي، قائلاً: «للأسف، وفقاً لبعض المعلومات، تستخدم هذه الأراضي من بين أمور أخرى، من قبل داعش للقيام بالاستراحة وإعادة ترتيب أوضاعه، وهذا أمر سيء من أي وجهة نظر».